أرجع صيادو فرضة محافظة القطيف ظهور الأسماك النافقة، الثلاثاء الماضي، إلى الردم الذي طال مواقع متعددة، خاصة أشجار المانجروف في منطقة نيوبيش بتاروت، مؤكدين عدم مسؤوليتهم عن الظاهرة، خاصة أن الأسماك، التي ظهرت ساحلية وليست قاعية.
مناطق النفوق
وقال عضو جمعية الصيادين بالشرقية والصياد بفرضة القطيف رضا الفردان، إن مدينة القطيف خلت من أشجار المانجروف تماما، بسبب أعمال الردم، مشيرا إلى أن الأشجار حاليا في غابات تاروت ومدينة صفوى، وبنسبة محدودة في عنك وسيهات. وأضاف إن تدمير وردم المانجروف بمنطقة نيوبيش بتاروت، الذي جرى قبل أشهر في مواقع قريبة من منطقة النفوق، هو السبب، بنسبة تتجاوز 90 %، مشيرا إلى أن 10 % من الأسباب تكمن في المواد الضارة، التي ترمى في البحر.
وبيَّن أن «القرم» هو الحاضن الأول للحياة البحرية، ويمد السواحل والبحار بالأكسجين، وشدة الحرارة ونمو الطحالب يستنزف الأكسجين، وهذه الشجرة عطاؤها مستمر وفضلها على الكائنات البحرية كبير، ولكن للأسف هناك مَنْ يردم هذه الشجرة ويقضي عليها، ما يتسبب في نفوق الأسماك.
أسباب أخرى
ولفت الفردان إلى أن الصيادين حذروا قبل شهور من ردم منطقة «نيوبيش» بمواقع عديدة، ورغم إعادة البلدية أجزاء مما تم ردمه من قبل خفافيش الظلام ومقاولي اللامسؤولية. وأضاف «حدث ذلك في سيهات عندما ردمت البحيرة، ولا ننسى رمي النفايات من قبل مرتادي الكورنيش، التي تضر بالبيئة، إضافة إلى الصرف الصحي، الذي يضخ في الساحل، وعند قدوم الصيف تضخ السموم النابعة من الكيماويات وتؤدي إلى نفوق الأسماك»، رافضا تحميل الصياد المسؤولية عن الظاهرة.
الصيد الجانبي
وبيَّن الفردان أن اتهام الصيادين بالمسؤولية بسبب الصيد الجانبي «الجر» للروبيان غير صحيح، فالأسماك النافقة «سطحية ضحلة» وليست عميقة، ومن بينها العراضي والقرقفان والسبيطي.
الصرف الصحي
ولفت عضو جمعية الصيادين بالشرقية الصياد محمد القصاب إلى أن هناك عدة أسباب لنفوق الأسماك، وقد لوحظ في السنوات السابقة هذه الظاهرة أيضا، وفي نفس المكان وفي نفس التوقيت من السنة، وأبرزها مياه الصرف الصحي، التي تصب في البحر وتحمل في طياتها الكثير من البكتيريا والطحالب الضارة، وهو ما يتسبب في قلة الأكسجين، ويعود ذلك أيضا لبعض المصانع، التي ترمي المواد الكيميائية الضارة، والتي تسببت في المد الأحمر في السنوات السابقة.
وأشار القصاب إلى أن هناك احتمالات أخرى، ولكن بنسب ضئيلة مثل درجة الحرارة، إلا أن المواد الكيميائية هي التي تقلل نسبة الأكسجين. وأكد أن الردم وقتل أشجار المناجروف قلل من أماكن احتماء الأسماك الصغيرة والمتوسطة.
شباك الجر
واستبعد القصاب أن تكون شباك الجر مسؤولة، والدليل وجود أسماك متوسطة بإمكان الصياد الاستفادة منها وبيعها، مثل سمك «الحبار – العريضي – القرقفان»، وهذا يبعد الصيادين من هذا الاتهام.
مسؤولية الصياد
وكان مدير عام مركز أبحاث الثروة السمكية بمحافظة القطيف م. وليد بن خالد الشويرد، قد أرجع الظاهرة إلى رميها من قبل الصيادين أثناء صيدهم للروبيان بواسطة شباك الجر القاعية، التي تكون مصاحبة للروبيان.
يذكر أن الموقع نفسه من كورنيش القطيف شهد في نفس التاريخ 7 سبتمبر من عام 2014 ميلادي، نفوقا مشابها لما تم في 7 سبتمبر 2021م، تماما وبكميات كبيرة أيضا.