التجاهل لغة الحكماء

إذا كان السلوك الذي يعزز يزيد ويستمر ، فالسلوك الذي لايعزز يضعف وقد يتوقف نهائياً بعد فترة زمنية معينة.

كثيرة هي سلوكيات أطفالنا المزعجة التي من الممكن أن تختفي بمجرد تجاهلها أو التغافل عنها .

يقصد بالتجاهل إجراء تكتيكي يشمل حجب أو منع السلوك الغير سوي عن طريق إزالة المعززات والمدعمات للسلوك .

ويعتبر التجاهل إجراء مفيد ونافع في معالجة حالات البكاء المستمر ، وقظم الأظافر ، وكذلك الألفاظ البذيئة ، والكثير من السلوكيات العابرة التي تصدر من الطفل لأول مره .

ولكي يكون التجاهل مثمراً وذو فاعليه ينبغي على الآباء والمربين العمل على :
1. الانتظام والمداومة في تطبيق إجراء التجاهل .
2. تجنب الدخول في حوار أو جدل مع الطفل خلال فترة التجاهل .
3. أن يكون التجاهل فورياً ( حالما ) يصدر السلوك المزعج .

كما يذكر الخبير النفسي ( رودلف درايكز ) أن إجراء التجاهل يحقق أفضل النتائج عندما يصاحبه تعزيز إيجابي لسلوك بديل ، ومثال على ذلك تعاملنا مع الطفل الذي يكون في نوبة غضب من أجل لفت الانتباه إليه. في هذه الحالة إذا حصل الطفل على عناق دافئ أو حتى توبيخ ، يكون قد حصل على الإهتمام والانتباه الذي ينشده ، وبالتالي نساهم في زيادة السلوك لا معالجته . والصحيح أنه ينبغي على الأب أو الأم تجاهل نوبة غضب الطفل قدر المستطاع . بالإضافة إلى تعزيز السلوك الإيجابي البديل الذي يصدره بعد ذلك سواء توقف عن ثورة غضبه أو غير ذلك فيتم مكافئته على الفور بتعزيزه مادياً أو معنوياً .

ختاماً ينبغي أن نعي كآباء ومربين أن التجاهل لايعني تجاهل الطفل بل سلوكه الغير سوي .

كما ينبغي لنا أن نعي أن التجاهل أو التغافل هو نصف العقل كما عبر عنه أمير المؤمنين عليه السلام ( العاقل نصفه إحتمال ونصفه تغافل )

“وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ”

قراءة من كتاب / العلاج السلوكي للطفل والمراهق للدكتور عبدالستار إبراهيم .


error: المحتوي محمي