عندما نترك غراسنا الندية في مواجهة ربما تكون غير متكافئة، مع دروسهم الافتراضية عبر برنامج التيمز، فإننا بذلك نكون قد وضعناهم وحيدين أمام مسؤولية لا تتسم بالفردية مطلقًا، بل إن صفتها الشراكة الفاعلة المتزنة، والتي من خلالها تتحقق الطموحات في أقصى درجاتها وأبهى صورها لأبنائنا الطلاب.
إنّ ما نراه من سلوكيات وتصرفات ومستويات من فلذات أكبادنا أثناء حضورهم لرحلتهم التعليمية اليومية في الدروس الافتراضية عبر برنامج التيمز، يُنبئ بنتائج ومآلات لا ترتضيها نفوسنا التواقة إلى التفوق والتميز ليس على مستوى مدينتنا فحسب، بل يتخطى ذلك إلى مستوى الوطن، والذي من خلاله نعبر إلى طريق العالمية.
لا بد لنا أن نعيَ أهمية عنصر الشراكة في المسؤولية بين ركنين أساسيين في العملية التعليمية، وهما: الأسرة والمدرسة، والذي إن ضَعُفَ أو غاب عن المشهد؛ فإن ذلك سيؤدي إلى ترهل واضح في المخرجات التعليمية.
وفي التعليم عن بعد نجد أن الثقل الأكبر يكون للأسرة، حيث إن هذا النوع من التعليم يرجح كفتها، بل ويمنحها دورًا أعظم في تحمل مسؤولية تعليم الأبناء ومتابعتهم متابعة دقيقة واعية، خصوصًا ونحن في بداية رحلتنا التعليمية، وإذا كانت المقدمات مزدهرة بحس المسؤولية، فستكون النتائج فارعة وافرة الظلال، والثمار يانعة وفيرة العطاء.
إنّ الشعور بالمسؤولية يقودنا إلى أن نقف مع أبنائنا الطلاب ونتابعهم في كل تفاصيل دراستهم سواءً أكان ذلك أثناء الدروس الافتراضية عبر برنامج التيمز، أو ما بعدها من واجبات وإثراءات وروابط تعليمية من خلال منصة مدرستي؛ حتى يحصل الأبناء على جرعات تعليمية كافية وافية، تُسهِّلُ لهم الطريق، وتُسهم في بناء قواعد راسخة يستطيعون من خلالها المضي قُدمًا لإكمال الأدوار الواحد تلو الآخر، حتى ينتهي البناء شامخًا، فنشاهده بعين الرضا والقبول.
وعلينا كذلك بعد أن نقوم بدورنا في تحمل مسؤولية تعليم أبنائنا أن ندرك أمرًا في غاية الأهمية، وهو التدرج معهم في مسؤولية تعليمهم، فيكون لنا النصيب الأكبر في ذلك في بداية الأمر، ونعطيهم دورًا صغيرًا يتعاظم مع مرور الأيام، حتى يتم نقل المسؤولية لهم كاملة، وتكون لهم اليد الطولى، وتتبقى لنا المتابعة عن بُعد والسؤال بين الفينة والأخرى.
إنّ التدرج في امتلاك دائرة المسؤولية يتوقف على مدى تقدم الأبناء وتمكّنهم من الأدوات التي من خلالها نقيم مستوياتهم في التعليم، وكلما كان التقدم أكبر فإن الدور والمسؤولية تميل إلى كفتهم وتتجه إليهم، فلا ننافسهم فيها، بل يكفينا أن نسعد بإنجازاتهم وإبداعاتهم، وأن نقدم لهم التشجيع والتعزيز والتحفيز وما شاكلها من مصطلحات رائعة، تكون معينًا لهم في رحلتهم التعليمية، ثم يكون مسك الختام الاحتفاء بهم وتكريمهم.
وليبدأوا رحلة تعليمية جديدة، عناوينها الثقة والثبات والعزيمة والإصرار والتحدي والمسؤولية، فتتوالى الإنجازات ليس فقط على صعيد الوطن بل على الصعيد الدولي.