الامتحان كلمة لها ثقل ووزن كبير جدًا بل هي فلسفة متقنة ودقيقة ذكرها وذّكر بها رب العزة والجلالة في محكم كتابه العزيز في مواضع عديدة فالابتلاء والاختبار من أحد سنن القرآن الكريم الذي بينه لنا الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن هنالك امتحانات تسير مع الإنسان طوال فترة مكوثة في هذه الحياة لا يمكننا أن نحصيها ولكل امتحان درجة ولكل درجة باب قد يفتح بابًا آخر فيجزي الله الصابر ويعد له مكافأة بعد صبره وتحمله.
لماذا يكرم المرء عند الامتحان وهل ما يقال لنا منذ أكثر من 35 سنة وأكثر إن المرء سيُهان لو لم ينجح صحيح ودقيق؟!
نعم قيل في مادح نفسه لكسر تحديه كما قيل للمدعي “المياه تكذب الغطاس” هنا يعتبر كدليل قطعي يمكن أن يكذب من قال إنه غطاس ولكن في الامتحانات لم يدع أحد بأنه سيحصل على كامل الدرجات متحديًا شخصًا بعينه أو مجموعة والأمثال في مختلف الأزمنة نعم اختلفت في الشكل العام كطرح فتارة تأتي لتكون بلسمًا وتارة تكون كفكاهة وتارة أخرى كنصيحة ولكل منها طابع مختلف لإيصال تلك الأفكار والمعلومات لجميع طبقات ومستويات المجتمع ومن هنا نحن نرى أن المقولة أو المثل ساهم في رفع المعنويات لدى البعض حينما كنا صغارًا وكان بعض معلمينا رحم الله الماضين وحفظ الباقين في المرحلة الابتدائية والمتوسطة يرددونها باستمرار فكان صداها مازال مدويًا في أذني حتى هذه اللحظة ولما للكلمة من تأثير قوي على الإنسان في حينها أو في المستقبل القريب أو البعيد فلك أن تتخيل أيها القارئ العزيز أن هذه المقولة قد حطت من معنويات البعض أيضًا بل بثت الرعب والذعر في قلوبهم رغم قضائهم ساعات طويلة أمام الكتاب مجتهدين لنيل تلك الدرجة التي ود أن يرها ذلك الطالب الذي لم يحظ كغيره برعاية واهتمام لكونه ابن لفلاح يعيش في أطراف القرية.
كيف للمجتهد أن يُهانّ وهو قد سعى وجد واجتهد وحضر وبادر وبذل الكثير والكثير وبغض النظر عن الدرجة التي حصل عليها، لما ارتبطت الإهانة بشكل مباشر بعد كل هذا العطاء والتضحية هل جزاء الإحسان إساءة؟!، أنا وبشكل حازم أرفض رفضًا تامًا قبول هذا المبدأ فهنا مفارقات عديدة أولها لا على سبيل الحصر أن اختلاف الناس في المستوى شيء طبيعي لنقل إن هنالك 30 طالبًا انتهى بهم الحال بأن يحصل 5 منهم فقط على الدرجة الكاملة هل سنطلق أو سيقبل الآخرون بربطهم بتلك المقولة أو المثل المشهور؟ تساؤل في محلة وهل هنالك منصف سيقول لا تختلفوا فإن وجد منصف لا يقبل الاختلاف فعند إذن لا بأس بأن يكون الاختبار يكرم فيه المرء أو يُهان.
جميل أن يكون كل ما سبق فقط مقدمة مختلفة نوعًا ما ولو كانت بها قساوة واضحة وأسئلة كثيرة ولكن وددت أن أبعث الأمل الذي لطالما قد وصل للبعض بطريقة مختلفة مطالبًا بأن تكون هدية المرء حاضرة بطرق أجمل وأفضل وأهدأ مما كانت عليه سابقًا.