في 50 مقالًا.. الرَّاحل الشَّماسي يُهندس المُستقبل.. وفيلم توثيقي عن حياته سيبزغ قريبًا

لم يكُن الموت إلا غيابًا جسديًا، لتبزغ أحرفه في 50 مقالًا مُتنوعًا، تحتضنها 235 صفحة، جاءت في إصدار بعنوان “هندسة المُستقبل”، يحمل في غلافه اسم الفقيد الراحل رائد العمل التطوعي بالقطيف المهندس عباس رضي الشَّماسي، من إعداد فاضل عباس الشَّماسي.

وتناول الإصدار الذي قدم له المُستشار الإداري الدَّكتور منصور القطري، الصادر عن دار “ريادة” للنَّشر والتَّوزيع، مقالات للفقيد، تناولت مواضيع في الإدارة والبيئة، والتنمية، والاقتصاد والتَّقنية، وشخصيات وطنية، تختزل نتاج 15 عامًا، نقش فيها الرَّاحل الشَّماسي رؤيته في مُختلف المجالات، والتي نشرها في جرائد الرّياض واليوم والاقتصادية، وبعضها في الصُّحف الإلكترونية، ومنها: إدارة الجودة، ودور القادة في بيئة العمل، والتَّخطيط يقُود الميزانية، ومُؤثرات الازدهار ومُستقبل المُدن السُّعودية، والقطيف والتَّنمية، وثقافة الإبداع والقُوة الخفية، والجمعيات الخيرية بين الواقع والتطلعات، وحي على خير العمل، والشَّباب وإلهام التَّغيير في رُؤية 2030، والرُّوية أول العمل.

وجاءت الشَّخصيات الوطنية التي احتضنها الإصدار، هي؛ المرحوم رائد العمل الاجتماعي والتَّطوعي الحاج عبد الله الشَّماسي “أبو حلمي”، ورجل الإحسان الحاج عبد الغني السّنان، والإعلامي وعُضو مجلس الشُّورى السابق، ومحمد رضا نصر الله، والشَّخصية الرّياضية المرحوم إحسان الجشي، والمرحوم المُهندس جاسم آل قواحمد.

الفكرة وفاء
وذكر مُعد الإصدار فاضل عباس الشَّماسي، لـ «القطيف اليوم»، أنَّ الفكرة التي جعلت هذا المولود يبزغ النَّور، هي إكمال مسيرة ما بدأ به والده في عام 2016- 2017م، حيث بادر حينها إلى جمع ما كتبه من مقالات، مُتعاونًا مع المعلم والكاتب حسن الخاطر، ووضع اللّبنة الأولى، لتأخذ مجراها إلى الطَّباعة والنَّشر، إلا أنَّ الموت لم يُمهله ليعيش اللّحظة التي يُبصر فيها نتاجه لعدد سنوات، يكون بين يديَّ القارئ.

وأوضح “الشماسي”: “لقد أخبرنا الكاتب الخاطر بعد الوفاة، بما كان الراحل يسعى إليه، وزودنا حينها بقرابة 20 مقالًا عن هندسة المُستقبل، وهذا كان الكتاب الأول، والكتاب الثَّاني يحكي عن تجربته في العمل التَّطوعي والمجالس البلدية، حيث قام المرحوم بتجهيزهما معه”.

وأضاف أنَّهم كأسرة، ومن باب الوفاء، فقد بادروا إلى إكمال ما بدأه، وجمع المقالات، حيث استطاعوا إضافة 30 مقالًا، ليُصح عددها 50 مقالًا.

وأشار إلى أنَّ الكتاب الثَّاني، الذي يحتضن تجربته في العمل التَّطوعي والمجالس البلدية، جارٍ العمل عليه وقد يصدر بعد عام من الآن، منوهًا إلى أنَّهم في إعداد كتاب آخر، للآن يحتضن 50 مقالًا، تمَّ جمعها، والتي جاءت من يراع الآخرين، الذين كتبوا عنه، الذين يعرفونه، كأصدقاء، وغيرهم من لا يعرفه، إلا من خلال ما أبصره من أعماله وجهده، وما نُشر من مقالات له.

التّوثيق البصري
ولم يغب عن أسرة الفقيد “الشَّماسي”، أن توثق حياته باختلاف مشاربها، لتتناول مراحل حياته مُنذ الّصغر، مُرورًا بمرحلته الدّراسية، إلى الوظيفة، وحياته الاجتماعية والتّطوعية.

يقول شُكري الشَّماسي، ابن أخيه، إن في حياة النَّاجحين الكثير من المحطات التي ينبغي تبيانها إلى الأجيال، وتوثيقها، لتكُون نمُوذجًا، يُحتذى، لهذا فإنَّه في اللّمسات الأخيرة، لفيلم توثيقي، يتناول حياة المرحوم الشَّماسي، وسيكُون جاهزًا للنَّشر بعد شهر تقريبًا، فور الانتهاء من العملية الإخراجية.

وعن كيفية المُحتوى في الفيلم التَّوثيقي، يوضح أن الفيلم يحكي عن حياته مُنذ كان صغيرًا إلى دراسته الجامعية، ثُمَّ العمل الوظيفي والاجتماعي، التطوعي، والعمل في المجالس البلدية، مُحتضنًا 30 شخصية من زملائه ورُفقاء دربه.

وأضاف: “ما زلت أعيش حقيقة الألم لفقده، ما زلت أستذكر كُلَّ تلك الأربع ساعات التي أحدثه فيها يوميًا، ما زلت أتأمل شفتيها الباسمتين، وحُمرة خديه، لأشعر بالأمل، يكتنف كُلَّ لحظاتي”.

وتابع بحسرة الفاقد: “هذا الرَّجل المعطاء، والشَّخصية المُلهمة في العمل التطوعي والوظيفي والأسري، لفقده الحسرات، ولروحة الرَّحمة والغُفران”.

وبيَّن أنَّه رجل مُتفائل، لم يعرف يومًا التَّشاؤم، دائمًا يرسم النَّجاح على خُطوات واثقة الظل، لا تجده يومًا مُكفهرًا وجهه أو في قلبه شيئًا على أحد، لافتة إلى أنَّ أغلب المشاريع التي عمل عليها، كانت ناجحة؛ لأنَّه يُخطط ويتفاءل، ولا يضع الصّعاب في طريقه، إنَّه يُذيبها ويُعيد صياغتها، ليُحولها إلى نجاح.

وأكّد في نهاية حديثه، أنَّ المرحوم عباس الشَّماسي، من الشَّخصيات الفريدة التي سيُخلدها التَّاريخ، لتُنير للآخرين الدَّرب.



error: المحتوي محمي