من أخطر وأبشع ما نراه ونواجهه يوميًا وبكل صراحة هو ما تمارسه عمالة النظافة في كل صباح ومساء خلال نوباتها لجمع القمامة والنفايات
“الزبالات” والتي تتفنن في التعامل معها قبل كبها من الحاويات الكبيرة أو الصغيرة إلى الناقلات.
ابتداءً نحن نقدر أهمية هذا العمل كم نقدر العمالة المخلصة، فهم يقومون بعمل لا نشعر بمدى أهميته، وقد جربنا حين توقف المقاول لأسباب قسرية سابقًا كيف كنا نعاني من تراكم النفايات والتي سببت الأذى للمواطنين حينها، مما اضطر بعض الأهالي لنقلها بأنفسهم بعيدًا عن الأحياء السكنية، ولكن هذا لا يعني السكوت عن السلوكيات التي يمارسها أغلب هؤلاء والبعيدة وبكل صراحة عن الذوق العام والالتزام ولو بالحد الأدنى بمعايير النظافة والوقاية وهو ما يختلف عن طباعنا وثقافاتنا وما إلى ذلك؛ الأمر الذي يحتم على المسؤول الأول عنهم أن يقيم لهؤلاء دورات تدريبية في مجال عملهم إضافة لسلوكيات وأخلاقيات أهل البلد حتى يكونوا واجهة جميلة ومقبولة عند الأهالي وليست قبيحة ومقززة لدرجة عدم التفريق بين بعضهم وبين القمامة ذاتها.
نحن هنا نخاطب المقاول مباشرة ولا علاقة للبلدية بذلك وإن كانت هي الجهة المسؤولة عن المراقبة والمحاسبة ولكن خطابنا للمقاول أو من ينوب عنه كإنسان وكمسؤول
فنود أن يجيبنا كإنسان إن كان يتقبل أن يرى بعض هؤلاء العمال أمام منزله وهم يقومون بإخراج أكياس القمامة من حاوية منزله ويمزقون أكياس النفايات أمامه يوميًا فقط للبحث عما يباع بأبخس الأثمان من مختلف الأشياء التي لا نريد أن نفصلها هنا احترامًا للذوق العام والجميع يرى ما يحدث يوميًا شاهرًا ظاهرًا في صورة هي الأكثر بشاعة وتشويهًا للتحسين البصري الذي تنشده البلديات الموقرة وتعمل من أجله وتعاقب الناس عليه.
ونريده أن يجيب: هل يرضى بذلك أم أنه سيبلغ الجهة المسؤولة مباشرة أو يثير ذلك عن طريق وسائل التواصل أو أي وسيلة أخرى.
ولقد تكلمنا كثيرًا وكثيرًا عن هذا من قبل ولم نر ما يدل على تجاوب المقاول أو اهتمام مراقبي البلدية المحترمين، فلا تزال العمالة تعبث كيفما تشاء ليل نهار، وتخلف على الأرض وراء كل حصيلة يومية القاذورات المتساقطة من الحاويات دون اكتراث، والغريب أنك ترى أحيانًا سيارة المسؤول عنهم من خلفهم وكأنه يبارك ما يفعلون.
ترى ما هي الشروط المتفق عليها مع البلدية؟ ما هو دور المراقبين من كلا الجهتين؟ هل هناك شروط جزائية على التقصير والإهمال، هل هناك شرط بفسخ العقد إن أخل المقاول بالالتزام به؟
لا تعاتبونا وتعاقبونا على ما يسمى بالتشويه البصري لأسباب ضعيفة الحجة وتتركون ما هو أخطر على الناس والبيئة وفي أبشع صور التشويه البصري والذي يتكرر كل يوم دون رقيب أو حسيب، والسلام.