• إذا أردت الحياة حقًا فدع الدنيا وعش مع الحسين (ع)
• قلوب الناس يقطنها من يعيش أحاسيسها وحاجاتها
• لا قيمة لك دون رموز الله الذين أمر بمودتهم
لو استعرضت حياة هذا العالم الكبير فستجد أن أجلى مواقفه وأعظمها هي التي ارتبطت بأبي عبدالله الحسين عليه السلام وما موقفه الثابت ومشيه بين الصفوف المتجه لأبي عبدالله (ع) في زيارة الأربعين رغم خطورة الطريق وكثرة الشهداء فيه إلا دليل عملي لمعنى الارتباط بمبادئ حسينية تجعلك رمزًا لكل عظيم.
هي الحقيقة التي تتجلى يومًا فيوم، وما هذه النفوس الكئيبة الحزينة والقلوب الباكية لرحيل المرجع المعظم السيد الحكيم رضوان الله عليه إلا مصداقًا لروح حسينية ترفرف على أرواح الناس فيملأها الأسى والكرب والألم،
ولو استعرضت أكثر المواقف تأثيرًا في النفوس الحزينة لوجدت صورته التي ارتسمت وبنت الوعي العقدي به وهو يسير إلى مرقد أبي عبدالله (ع) مع المشاية وستجد كل تراثه الكبير في رتبة تالية.
حب الحسين (ع) وحب الناس لاسيما المستضعفين والمظلومين منهم توأمان لا ينفكان فالقيم الحسينية مرتبطة بقيم تتجذر في النفس إباء وكرمًا وشجاعة ومروءة وغيرة ومحبة.
إن ما يجعلك قريبًا من الناس حاضرًا بقلوبهم متعمقًا في وعيهم هو تلمس أوجاعهم وحاجاتهم وأحاسيسهم والاقتراب منهم، ولن تجد لكل موقعك العالي منزلة وسؤددًا سوى خدمتك لهم وإن تصدقت بالدنيا كلها فلن تجد ناصرًا لعملك إلا صدقك وإخلاصك مع ربك فهما اللذان يعضدان ويعطيانك هذه المراتب الكبيرة.
رحل عالم معظم لتبكيه قلوب ارتبطت به لأنه ارتبط بالله وشعر بهم وشعروا به في تواضعه وإنسانيته وتجد أسرة كابدت الظلم آبية إلا أن تمجد من يخدم عقيدة وقيمًا وخطًا صافيًا.
رحيلك سيدنا المعظم هو رسالة لكل من يهوى الدنيا فتنبذه ويهوى الله فيعزه ويهوى العلم لله خالصًا فيرفعه ويهوى حسينًا فيرفعه درجات فوق درجات {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}. نعم إن أردت العز فعش حسينيًا ودع عنك كل ذهب الدنيا وفضتها.
سلام على الحسين وعلى من يسير في طريق الحسين ويعيش روحه وقيمه ونهضته. وسلام على روحك التي عاشت مع الحسين فكنت الأعظم في وجودك لأنك حسينيٌ علويٌ فاطميٌ.
وإلى رحمة الله ورضوانه آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم والسلام عليك يوم ولدت ويوم صمدت حتى انحنى ظهرك وضعف بدنك ويوم سرت مع المؤمنين في طريق الحسين (ع) ويوم رحلت في يوم رحيل خليفة الحسين زين العابدين عليهم السلام.