مأدبة الله

ونحن نعيش في ساحة هذه الحياة أشبه ما نكون في مأدبة والمربي الأول والأخير هو خالق كل شيء وهو الله سبحانه وتعالى، باختلاف الفصول والمواقف التي نواجهها، قد اكون أدون شيئاً متكرراً، ولكنه يحتاج للتأمل دوماً.

مأدبة الله، أسميتها بذلك لأننا فعلاً عندما نواجه: أشخاص، مواقف، أماكن، كلها تصب في قالب الأدب الشخصي والذاتي، حيث ترشدنا لجادة الطريق وحسن التصرف والاستفادة منه وأخذ العبر.

كن واعياً
نحتاج في ذلك قليلاً من اليقظة والانتباه لما يدور حولنا من أحداث، فالله سبحانه لم يخاطب أنبياءه مباشرة إلا ما اختصه وإلا فالوحي كان وسيلة التواصل بين الأرض والسماء، فنحن كذلك البشر يرسل الله لنا رسلاً بشرية في مواقف وأحداث نواجهها ونستقي منها عبرة وحكمة ونضيف لحصيلتنا العلمية والفكرية، ما يقوي ويدعم شخصيتنا، حينها لا ندرك معنى ذلك، وعندما نفقد تلك القدوة ننتبه من غفلة  وسبات، ساعتها ندعو الله بآياته الكريم “رب ارجعون” لعلنا نعمل صالحاً نلقاه به.

فقط انتبه، الانتباه حالة إدراكية تدق أجراس العقل كالمنبه من خلال ذبذبات عصبية، تجعل الإنسان في حالة من التأمل والتأني اللتان تعيناه في معرفة بوصلة بعض الأمور وتجعله يؤدي وظيفة ولملمة أفكاره وتجميعها ليصبح لديه فكر واعٍ ذو وظيفة اجتماعية، وأخلاقية، وأدبية، وعلمية، سارية المفعول في كل زمان ومكان.

بصمة الختام
كلما كنا قريبين من ساحة العرش ومن علا فيه، كنا أقرب للكمالات التي يطمح خالق الكون أن يرانا عليها، ومن سعى سعي وصل لجادة طريقه وحصل على جائزة الفوز بعد سباق وتنافس للحصول عليها.

هي كذلك الحياة الآخرة، سعي وكد واختبار وابتلاء في الحياة الدنيا نهايتها نعيم وجنة فردوس.

وها نحن ما زلنا في ساحة معركة كربلاء ونحن نجددها في ذكرى وفاة ابنه الإمام السجاد (ع)، حيث المعين والبلسم الشافي والملهم لكل معاني الأخلاق التي تجسدت في رسالته، والقرب الإلهي الذي سطر أروع معاني المناجاة.

فعظم الله أجورنا وأجوركم.



error: المحتوي محمي