لماذا يرتبط الاعتراف بالفضيلة

الاعتراف عند أهل اللغة والمعاجم العربية هو بمثابة إقرار ومصارحة أو كلام يدلي به الشخص نفسه سواء كان من طيب نفسه معترفاً بشيء لم يعرفه بقية من حوله، أو ينتزع منه انتزاعاً عن طريق الإجبار أو التهديد أو الوعيد أو بالنظام، فهذا أيضاً يدخل في عملية الاعتراف كتهديد المجرم لشخص أو كالنيابة أو المحاكم أو غيرها.

يأتي الاعتراف تارة ليبين حقائق فيصبح فيما يقال عنه “الاعتراف بالحق فضيلة”، وقد يكون هذا مثلاً خالداً كونه يوضح لنا أن الاعتراف شيء جميل، ولما للاعتراف من شيم وشجاعة قد يكون الاعتراف بينك وبين الله في السر، فحينما يدعو الإنسان ربه راجياً منه الغفران والصفح معترفاً بما اقترف من ذنب هذا اعترف محمود وجميل وله دافع ومسار واضح لا يختلف عليه أي عاقل.

وفي المقابل قد يكون بعض الاعتراف السيئ ويدخل في فيما يقال عنه “الغلطة التي لا تغتفر”، فهنا لن ينفع أسف، والأمثلة كثيرة جداً، وقد تكون الدوافع لها عدة مسارات تارة تكون متعمدة وتارة تكون إجبارية وتارة أخرى تكون عفوية ودون قصد، وهنا تفصيل دقيق ولكل مسار مسمى له حسناته وسيئاته، فالحذر كل الحذر من اتخاذ شماعة الفضيلة وكأنما بني هذا المثل ليكون شيئاً مقدساً، فبعض الاعترافات ستخرب بيوتاً، وبعضها سيفرق إخوة أو أصدقاء، فأين هي الفضيلة يا سادة؟!

سؤال يحتم علينا الانتظار أكثر مما نتصوره، بل علينا التريث كثيراً قبل الإقدام على أي اعتراف لما للكلام من أثر كبير جداً سيخلده في نفوس الآخرين، خاصة لما يكون مع الأقارب والأصدقاء.

وندعو هنا لأن يكون الاعتراف بالتقصير مساحة ليصبح فضيلة يقوم بها المقصر ولو من باب غيري يقوم بعمل أكبر وأكثر ومتقن فتدخل هنا بالاعتراف سواء كان خاصاً أو في العلن، ليصبح شرارة أمان بل وقود للقدوم على التطور والرقي، فالفضيلة هنا واضحة المعاني، فمن مصاديق الفضيلة أن تكون مستعداً للخير الدائم.



error: المحتوي محمي