انتظرت الوظيفة كثيرًا بعد حصولها على بكالوريوس الآداب من جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل عام 2007، على أمل أن تصبح معلمة ولكن دون جدوى، وبقيت تلاحقها الأفكار، وتزداد شغفًا للتعلم يومًا بعد يوم إلى أن خطرت لها فكرة التعلم الذاتي من خلال اليوتيوب فاختارت فاطمة حبيب عبدالله الشيخ يوسف لنفسها مجالًا آخر غير تخصصها الجامعي ووجدت فيه كل الشغف؛ وهو التصميم الداخلي الذي لم يكن مجرد هواية فقط، بل إنه شغفها وعشقها القديم الذي صار جزءًا من كيانها، ويدخل في جميع تفاصيل حياتها.
البداية
تحدثت المصممة بمجال تصميم الديكور الداخلي فاطمة الشيخ يوسف لـ«القطيف اليوم» عن بداياتها في مجال التصميم قائلة: “منذُ تخرجي في الجامعة وحب العمل لم تنطفئ ثورته بداخلي فقررت السفر إلى الكويت طلبًا للوظيفة مع مجموعة من صديقاتي لكن لم يكن لي نصيب في أن أصبح معلمة لأعود صفر اليدين، وبعد التخرج أيضًا بدأت أعمل على تصاميم شقتي ومنزل والدتي كممارسة لهواية التنسيق الداخلي فقمتُ بِعمل ديكورات داخلية لها، ومن ثم انبثقت الفكرة وأحببت أن يكون لديّ عملي الخاص في هذا المجال”.
تعلم ذاتي
وتشير إلى أنّ لكل علمٍ معلمًا، ومعلمها في تلك المهنة كان الدورات التي حضرتها عن طريق الواتساب في أساسيات التصميم الداخلي، ملفتة إلى أنه لا يكاد يخلو يوم في حياتها من الاستزادة من هذا العلم والفن عن طريق اليوتيوب والتغذية البصرية ومتابعة كل ما هو جديد في هذا المجال من قِبل المصممين وأيضًا زيارة محلات الأثاث باستمرار، وقالت: “الوصول إلى النجاح يوجب علينا التعلم والاستزادة من المعرفة في أي مجال نحبه، فالتعلم اليوم لم يعد يقتصر على المراكز وحجز مقعد ودفع رسوم فقط ولكن كل فرد يستطيع عمل ذلك من المنزل كما أنه لا بد من الممارسة التي تصقل الموهبة فعليًا”.
التصميم فن
وترى المصممة المنحدرة من بلدة تاروت أن ديكور المنزل من الأمور التي يجب الاهتمام بها، مبينة أنه أداة مثيرة للاهتمام، قادرة على التأثير في المزاج بكل بساطة، ووسيلة لزيادة السعادة.
وعرفت المصمم الداخلي بأنه الشخص الذي يُحوِّل مساحة وظيفية إلى مساحة جاذبة للعين ومناسبة لميزانية العميل من خلال استخدام التصميمات الهيكلية وإدارة المشروع وترتيب الديكور، كما عرفت التصميم بأنه فن وعلم تحسين المناطق الداخلية في المبنى وليس مجرد ألواح جبس وألوان زاهية، بل هو بُعد تناظري وجمالي ولوحة إبداع، ويعتبر حجر الزاوية وعاملًا مهمًا للغاية لأي مكان.
تجربتي ومشروعي
وذكرت أنه في عام 2019م انطلق مشروعها الذي تعتبره خطوة ناجحة كبداية ظهور لأي مصمم أو فنان يهدف لإبراز موهبته في بيئته ومجتمعه”.
صعوبات المهنة البديلة
وحالها كحال أي مهنة فقد واجهت فاطمة خلال عملها بهذا المجال بعض الصعوبات والتي أرجعتها لطبيعة الحياة، قائلة: “لقد واجهتني بعض الصعوبات لأن المهنة التي اخترتها تحتاج إلى قوة وصبر وذهن فارغ، ولكن بفضل الله وبتشجيع من زوجي وأهلي استطعت تخطيها، فالعمل يحتاج إلى الاستمرار والكفاح والجهد، والنجاح لا يأتي من فراغ بل هو نتاج مجهود والتزام، وقبل ذلك كله توفيق الله ودعاء أمي وأحبتي ودعمهم لي”.
هوايات أخرى
وكانت لديها عدد من الهوايات الأخرى ولكنها قد تركتها قبل دخولها عالم التصميم كالقلم والكتابة التي كانت تهواها، مبينة أن الديكور والتصميم هو الشيء الذي لازمها ولم تتركه لحظة، معتبرة إياه المتنفس الحقيقي لكل شعور لديها، واصفة إياه بأنه عبارة عن لمسة جمالية تحتاجها كل امرأة في جميع زوايا منزلها.
ونوهت بأن المراحل الأولية لأي تصميم سواءً كان منزلًا أو مقهى أو شركة أو حتى غرفة لابد أن تسبقها زيارة المصمم للمكان، ثم تأتي الخطوة الثانية وهي تحديد الأبعاد التي يعتمد عليها في تصميم الديكور.
وشرحت طريقة عمل التصميم بأنّ التصميم الداخلي له جانبان؛ جانب علمي هندسي وجانب فني يرتبط بخيال المصمم ونفسيته وبيئته لأنها المؤثر على إنتاجيته، وقالت: “إنني كمصممة أقوم بمعاينة مواقع عملي يوميًا في القطيف وتاروت وسنابس منذ الصباح إلى المساء على فترات وذلك بحسب احتياج كل مشروع”.
تصاميم ورقية
وتطرقت إلى الحديث عن مرحلة التخطيط على الورق، مبينة أنها تعتبر مشروعًا مصغرًا على المكتب، يحتاج لجهد وعصف ذهني لعمل ابتكارٍ جديد يتم تنفيذه على أرض الواقع، منوهة بأن براعة المصمم تكمن في تقديم هذا التخطيط بصورة جيدة حيث ينتقي البسيط الأنيق لجذب العملاء.
أخطاء هندسية
وأكدت فاطمة أنّ حدوث الأخطاء الهندسية خلال العمل أمرٌ شائع جدًا، ومن ضمنها الخطأ في الإضاءة من حيث توزيع الإضاءة واختيار نوعها وجودتها وأبعادها وكذلك وضعها في أماكن لا ينبغي أن تتواجد فيها، مبينة أن هذا الخطأ هو أكبر خطأ يقع فيه المختصون أو فنيو السباكة والكهرباء أو غيرهم.
عروض المقاولين
تلَّقت فاطمة عروضًا من عِدة مقاولين للديكور، ورغم ذلك إلا أنها رفضتها لعدم كفاية خبرتها في هذا المجال؛ حسب وصفها، كما أنها لا تريد أن تتحمل مسؤولية إحضار مُنفّذ لعملائها من قِبلها لأن تلك مسؤولية كبيرة، وعن ذلك تقول: “في هذه الحالة فإنَّ النصيب الأكبر من العمل سيكون للمقاولين وأنا أود بدايةً فهم العمل ومقوماته وأسسه والتغلغل فيه ومن ثم التعاقد مع أشخاص ذوي ثقة وذلك سيأتي لاحقًا ضمن خطتي المستقبلية”.
خطة زمنية
كل مشروع له جدولته الزمنية والتي يحددها القائم عليه وهكذا فعلت فاطمة التي تود عيش اللحظات بتفاصيلها ومعوقاتها، حيث بدأت مشوارها ووضعت له خطة زمنية، وحققت الكثير مما حلمت به قبل نهاية الوقت المحدد، معتبرة ذلك مؤشرًا على الاستمرار دونما كلل، وقالت: “هذه البدايات الصغيرة في ذاكرتي لن أنساها وبإذن الله سأسجلها يومًا بجانب إنجازات عظيمة بعد نجاح مشروعي والوصول للهدف الأكبر”.
إيمانك بشفغك
ونصحت كل ذي موهبة قائلةً: “عندما نؤمن بموهبتنا ونتقدم بمهاراتنا ونترك العراقيل والتسويف ونأخذ خطوة جريئة – فالنجاح ابنُ الجرأة-، هنا ننتقل بالفعل من اللاشيء إلى شيء ونحقق جزءًا من طموحنا الذي سيكتمل مع المثابرة والعمل بإذن الله”، متابعة: “لابد من التسلح بالقوة وعدم الضعف، فإذا كنت تريد تحقيق أهدافك فلا تستسلم أبدًا”.
واختتمت الشيخ يوسف التي تعمل بمجال تصميم الديكور الداخلي قائلة: “الفرصة إن لم تأتِ نصنعها نحن”.