في عام 1413 هـ* زرت المعرض التشكيلي الثنائي للفنانين المتألقين الأستاذين علي الصفار ومنير الحجي.. وكان موضوعه عن القطيف ببحرها وبساتينها وثراثها العريق وما آلت إليه نخيلها وبيوتها المهدّمة.. ومن تأثري الشديد بالمعرض كتبت هذه القطعة -التي لم تنشر قط- مخاطباً الفنانين الكبيرين إلاّ أنني أهديتها للفنـان الصفـار لمعرفتي الشخصية به حينئذ، أمد الله عمريهما وبارك جهودهما وكلي امل ان يوفق المجتمع لتكريمهما وتكريم أمثالهما من المبدعين المخلصين..
يـا زارعَ الـوحيِ في الألواحِ ريحانا
مـنحتَ وحيَ القطيفِ اليومَ دِيوانا
غَمَستَ ريشتكَ الخضراءَ في ذَهبٍ
فـأشـرقـتْ تَـمـنَحُ الألــوانَ ألـوَانـا
غَـمَسْتَها وزَرعـتَ الـسِحرَ في دَمِها
فـأنْبَتَت فـي رياضِ “الخُطِ” بُستَانا
وصِـرتَ تَـنقشُ فـي هَـذي مُـنَمْنَمَةً
مــن الـجمالِ وفـي هَـاتيكَ عِـقيَانا
كـعـاشقٍ قــد نَـأى مَـحبُوبُه فـذوى
وصَـــارَ يـنـحـتُها شِـعـرَاً وأوزَانــاً
وشّـيْـتَها مــن أحـاسـيسٍ مُـجنَحَةٍ
حــبــاً ووداً وأشــواقــاً وتـحـنـانا
وعُـدتَ تَـمنحها مـن كُلِ مَا نَسَجت
كـفَّـاكّ مــن دَوْحِـهـا وَردَاً ورَيـحَانا
أجـريت فـي روضِـها نَهراً على دُررٍ
فـصـارَ فـي هَـيكلِ الإلـهامِ شِـريانا
طّرزتها من معاني المجدِ في وطني
ومـــن مـعـاليهِ يَـاقـوتاً ومـرجـانا
حـتـى إذا أزهــرت أنـوَارُها بـسنى
مــن الـبُـطولاتِ أوراقــاً وأغـصَانَا
أسـكرتها ونَـفَختَ الـروحَ في دمها
وصِــرتَ تَـعـزِفُ أنـغـاماً وألـحـانا
حـتى تـراقصتِ الألـوانُ فـي طَربٍ
وفَــاحَ عِـطـرٌ بـها جَـذلانَ سـكرانا
يـا سَـاكبَ الـنورِ فـي لَوحَاتِهِ حُلماً
بَـعُـثت فـي الـفنِ شُـطآنا وغُـدرانا
أنـشـأت فـي أفـق الإبـداع كـوكبةً
يـفـتـحنَ لـلـفـنِ أفــاقـاً وأكــوانـاً
لّـمَحتُ فـيها جمال الحبِّ في بلدي
حـتـى لَـمـحتُ بـهـا قّـلـباً وأجـفانا
* في القطيف 8 شعبان 1413 هـ