حين تلفظ اسم الحُسين فمجرد نطق الاسم فأنت تحكي حكاية من التأثير بالوجود.
الاسم الذي يتوقف عنده الأنبياء ويعتريهم الحزن والألم حال الوصول له، أو الوصول لبقعة كربلائه.
الحُسين اسم ليس معرّفًا بأل فقط، بل هو معرّف من قِبل الله الذي شاء أن تتعرف على اسمه وما يرتبط باسمه من مصيبة كل الكائنات بل حتى الحجر والمدر التي أودع الله لها مشاعر وأنطقها بصوت تخالها تنطق وتنادي مع ضجة المنادين واحسيناه، لا بل وسالت لفرط الحزن عليه من تحتها الدماء كرامة لمن قدم دماءه فداءً لإحياء دين الله.
حين نقول الحُسين فالكل يعرف المقصود وهو الحسين ابن علي ابن أبي طالب، سبط رسول الله (ص)، لكن أستغرب ممكن أن يأخذوا حتى خصوصية الاسم فيسمون أولادهم الحُسين!!
وليس بالطبع الأمر واقع باسم الحسين فقط، فهناك الزهراء والبتول والمهدي وغيرها.
نعم من حق الأبناء على آبائهم اختيار الاسم الحسن لهم، ولكن اختيار اسم لا يزاحم خصوصية أهل البيت بأسمائهم.
فماذا إذا كان الحُسين هو ولد من أولادي ولم أعطه التأهيل الكافي ليكون مثالًا مصغرًا للحسين الذي أخذ اسمه، ماذا لو كان الحسين ولدي مائلًا عن نهج الحسين الشهيد وارتكب شيئًا غير لائق أو محرمًا، فليس من الجميل القول الحُسين سرق أو الحُسين لا يصلي أو الحُسين فعل هذا الفعل المشين.
والأمر كذلك بأسماء أهل البيت المعرفة بأل.
أنا اسمي فاطمة صحيح وأتشرف باسمي الذي أهداني به والديّ تيمنًا بسيدة النساء، لكن لا أعرف نفسي إن ناداني أحدهم فَاطِمة لأني أشعر هذا التفخيم والتشكيل بالاسم خاصة بأسماء أهل البيت لسنا أهلًا له، لتبقى أسماؤنا مجردة أمام أسمائهم الطاهرة، فمن أنا ليتساوى اسمي واسم مولاتي الزهراء حتى باللفظ، تكفينا بركة الشبه برسم أسمائهم الطاهرة التي تنير لنا درب التوفيق بحيازتها وامتلاكها.
قد يبحث البعض عن التميز باختيار الاسم، لكن لا يعلم أنه قد يسلب شيئًا من خصوصية التعريف بهم سلام الله عليهم.
لا أدعو أبدًا لاختيار الأسماء الغريبة والعجيبة، لكن أستغرب ممن يرفض التسمية باسم علي وفاطمة وحسين لوجودها بالعائلة، وما الضير بذلك، الحُسين كان لديه من الأبناء والبنات من حمل اسم علي وفاطمة بشكل مكرر وكان منهم علي الأكبر وفاطمة الصغرى تمييزًا لهم عن علي السجاد وفاطمة الكبرى.
الحُسين اسم لا يتكرر ومصابه على مدى العصور لم ولن يأتي مثله في فظاعة ما جرى عليه من شر ما خلق الله من قساة لبسوا رداء الإسلام لكنهم قطعوا رأسه من المنحر.
من المأساة أننا حتى بكتابة جزء مما جرى نشعر أن الكلمات مقصرة، ولو كانت هناك تعبير دقيق لحين تهبير الأوداج لما استطعنا حتى إكمال الجملة لأنها تبقى ناقصة في وصف مصرع الحسين (ع).
باليوم العاشر من المحرم هناك اختبار نستلم ورقته كل عام لنسجل ما أنجزنا من حق أداء القربى بمواساة من بهم أساس وجودنا، وكل عام نشعر أننا وصلنا لدرجة الرسوب، فما زلنا نشعر أن هناك جهدًا لم نبذله وهناك وقت أضعناه في ليالي أقدارنا مع الحسين.
قد تكون أوراقنا فارغة ولا تمدنا بزاد نتزود منه خلال أيام عامنا الجديد وشهوره، لكن من فرط الخجل قد لا نكتب أسماءنا ونكتب عوضه “اسمه حُسَين”، ونعلم أن العون سيأتي من مداده حتى لو كنا لا نستحق درجة واحدة للنجاح والاجتياز.
حُسَين اسم تتغزل من نور اسمه ملايين الأقلام وتتلون القصائد بأبهى آيات الولاء وألوانها، والذي نرتله جميعًا كل عام بصورة لا مجال فيها للشعور بالتكرار.
وهنا لي حروف ضعيفة لا ترتقي لشيء يُطلقون عليها شِعر، ولكن أعتقد أن المشاعر والأحاسيس التي نشعر بها نحو الحسين والتي تكوّن الشعر ليست حكرًا على الشعراء فقط، لكنما هي مجرد حروف متعثرة تطمع أن تشيد بيتًا منها ولو مكسورًا ليس في الجنة لكنه بجوارك أبا عبد الله وفي جنتك.
حُ- حُبًا وحزنًا بك تُرسم لوحات الولاء
س- سألنا الإله أن يأخذنا لترب كربلاء
ي- يحنو الشعور بها ملهوفًا للطم والعزاء
ن- نواسي به صدرًا مكسورًا لسيدة النساء
ش- شهيد الدين ابنها المذبوح كبشًا للفداء
هـ- ها هو العاشر جاء ليروي نزف الدماء
ي- ينادي هل من ناصر يرد سيف العداء
د- دم الحسين منارة يُمس منه روح الإباء