تمكن موكب عزاء الزنجيل الذي تشتهر بنصبه بلدة الأوجام في محافظة القطيف خلال موسم عاشوراء، من الصمود ومواكبة متغيرات ومتطلبات العصر، حيث اختفى هذا العام صوت الرادود من مكبرات الصوت، وبقي صوت السلاسل، بعد أن انتقل صوته إلى المعزين عبر سماعة لا سلكية يحملها كل معزٍ مشارك في مسيرة العزاء، وذلك تماشيًا مع قرار تقنين استخدام مكبرات الصوت التي فرضت من الجهات المعنية في جميع مناطق المملكة.
وتعود بدايات انطلاق فكرة الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة وتسخيرها لمواكبة المستجدات إلى حسين عبد الله الأوجامي، أحد منظمي الموكب، حيث كان يعمل عليها منذ سنوات، وبدأ إطلاقها تزامنًا مع فرض قرار قصر استخدام مكبرات الصوت على رفع الأذان والإقامة فقط.
وأوضح صاحب الفكرة والمسؤول عن السماعات حسين الأوجامي، أن تحويل العزاء إلى السماعات جاء احترامًا للقرارات والأنظمة التي تصدر بهدف رعاية الصالح العام، والتزامًا من المنظمين لموكب العزاء بالتعليمات والتوجيهات الخاصة، والاستفادة من التقنية الحديثة.
وبين “الأوجامي” أن ذلك تطلب استخدام سماعات للمعزين في موكب عزاء الزنجيل بالأوجام على مدى أيام العزاء من اليوم السادس إلى العاشر من عاشوراء، وطُبقت هذه التقنية الحديثة لأول مرة هذه السنة 1443 في موكب العزاء.
وذكر أن السماعات عبارة عن جهاز إرسال يعمل على موجة RF، وهي موجة خاصة يمكن من خلالها برمجة عدة سماعات لا نهائية على جهاز مرسل ومستقبلات كثيرة يتم توصيلها بجهاز موزع أو المكسر، ومداها يكون في حدود 50 – 60 مترًا، ويمكن التنقل بها وإيصالها بكل شيء، مشيرًا إلى أن هذه السماعات يتم شحنها لمدة ساعة، وتعمل بعد الشحن لمدة تصل إلى 6 ساعات.
وأضاف أنه يتم توفير سماعة صوت لا سلكية لكل معزٍ، بحيث يسمع المعزي صوت الرادود بشكل نقي وواضح ويردد المستهلات للعزاء، إضافةً إلى إمكانية التحكم في خفض ورفع الصوت ووضع سماعات أخرى في الجهاز، وحجمه صغير جدًا.
ولفت إلى أن هذه السماعات متوفرة في الأسواق وبكل سهولة، وصنعت خصيصًا لاستخدامها في الإرشاد السياحي والمجموعات والإرشاد الديني وكذلك في الجامعات، ويمكن لشخص واحد أن يستخدم ميكروفونًا واحدًا والبث إلى 100 أو 200 أو 300 شخص والاستماع له مباشرة بجودة صوت عالية ووضوح.
ونوه إلى أن عدد السماعات في هذه السنة 161 سماعة صوتية، وبشكل حصري لموكب عزاء الزنجيل بالأوجام، حسب عدد المسجلين للمشاركة في العزاء، وإذا زاد عدد المعزين عن عدد السماعات سيكون بين كل معزٍ والآخر سماعة.
واختتم “الأوجامي” حديثه قائلًا إن السماعات تحتاج إلى شحن واهتمام للمحافظة عليها، وعلى المشاركين بالعزاء تسليم السماعات بعد الانتهاء من العزاء باليوم العاشر، مُقدمًا شكره للقائمين على موكب عزاء الزنجيل بالأوجام لمساهمتهم المادية في شراء السماعات الصوتية.