تكررت قصص البحث عن مسنين خرجوا من منازلهم ولم يتم العثور عليهم إلا بعد مفارقتهم الحياة أو تدهور وضعهم الصحي بشكل كبير، فما هو السبب وراء تلك الظاهرة؟ ولماذا لم يتمكن من الرجوع كعادته؟
يتعرض الإنسان إلى مشاكل صحية متعددة مع التقدم بالعمر ومنها تراجع القوى العقلية أو ما يسمى بالخرف الذي يصيب ما يقارب 5% من السكان تقريبًا ويتزايد خطر الإصابة مع التقدم بالعمر.
تتعدد أنواع الخرف وتشمل أكثرها شيوعًا مرض الزهايمر الذي يمثل 70% من الحالات ومنها الخرف الوعائي الناتج عن عدم التحكم بأمراض الضغط والسكر مما يؤدي لقلة تروية الدماغ. وهناك خرف أجسا م لوي والخرف الأمامي الصدغي.
كما لبعض الأدوية والأمراض العضوية كاعتلال الغدة الدرقية ونقص فيتامين ب12 والاكتئاب تأثير على القوى العقلية بصورة قد تشبه الخرف.
تتمثل أعراض الخرف باضطراب الوظائف الإدراكية والعقلية كالذاكرة واللغة والتعرف على المكان والوقت، ويكون الاعتلال عادة مزمنًا متقدمًا مع مرور الوقت بمعنى تحوله من أعراض بسيطة إلى أعراض شديدة تؤثر على النشاط اليومي للفرد ويكون المصاب عرضة لحوادث السير وخطر الضياع وسوء التعاملات المالية مما يوجب المراقبة المستمرة للمريض لحمايته والمحيطين.
هناك جملة من الأعراض التي تنبئ عن اعتلال ذهني تستدعي الكشف الطبي للحصول على أفضل نتائج من العلاج منها: صعوبة النطق وإيجاد الكلمة المناسبة، وتغير الشخصية والمزاج المتقلب، ورفض التغيير، وضعف الذاكرة القريبة، وتكرار الحركات دون معنى، وصعوبة التعرف على المكان وتذكره، وصعوبة تقدير الوقت.
لا يوجد علاج شاف تمامًا لمرض الخرف هناك بعض الأدوية التي تحسن الأعراض وتبطئ التدهور. وأشارت الدراسات لإمكانية تقليل خطر الإصابة عن طريق: النشاط البدني والتفاعل الاجتماعي والبعد عن العزلة وزيادة التحصيل الدراسي في الطفولة وسنوات الشباب المبكرة وتنشيط الذهن بتعلم لغات جديدة وحفظ القصائد وحل الألغاز والمسائل، والحرص على علاج أمراض السكري والضغط والامتناع عن التدخين.
مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة.
د/ نزيهة علي المزين (اسشارية طب أسرة. حاصلة على شهادة أكاديمية طب المسنين للشرق الأوسط. منسقة برنامج المسنين بمراكز القطيف).