في صفوى.. الشبل حسن المعلم اختلط القرآن بكلماته الأولى.. حفظ «عمّ» في الـ6.. وأتم 14 جزءًا في الـ11

عاش طفولةً يختلط فيها تعلم الكلمات الأولى والأرقام البسيطة بحفظ آيات من القرآن الكريم، حتى سبق مرحلة دورس الروضة وعلومها بحفظ قصار السور، ولأن اللبنة الأولى في شخصية الطفل تحتاج مهارةً في التشكيل من الوالدين؛ فإن لبنة حفظ كتاب الله عند الشبل حسن أحمد محمد المعلم تعالت وشمخت تحت رعاية والديه حتى أتم حفظ ما يقارب من نصف القرآن الكريم رغم أنه لم يتجاوز الـ11 من عمره.

بداية الرحلة
بدأت حكاية حسن مع كتاب الله وهو في الثالثة من عمره، حين تعهدت والدته زهراء المرهون تحفيظه لقصار السور، فحفظ في ذلك العمر المعوذتين لكثرة تكرارهما قبل النوم، واستمرت معه حتى بعد التحاقه بالروضة، ولم يتم تلك المرحلة إلا وهو يحفظ نصف جزء “عم”، وأتم حفظ الجزء في عمر الـ6 سنوات.

“الداؤود” يكتشف الموهبة
برزت موهبة الحفظ عند ابن صفوى في عمر مبكر، فكان كثيرًا ما يحفظ الأناشيد والقصائد التي يستمع إليها، وغالبًا ما كان يشارك في المحافل والمهرجانات التي تقام في الروضة، وعندما التحق بالمدرسة لاحظ معلمه سلمان الداؤود سلامة نطقه وتمكنه من الحفظ، فاقترح على والده أن يلتحق بجمعية “تراتيل الفجر” القرآنية التابعة لمركز علم الهدى الثقافي.

رفقة يومية
يمضي “المعلم” يومه برفقة القرآن الكريم، حتى في أيام الدراسة، تسرد والدته مشواره اليومي مع كتاب الله: “للقرآن والحفظ واستذكار ما أتم حفظه حظ كبير من الاهتمام، فهو يخصص لكل ذلك ساعتين إلى ثلاث ساعات في اليوم، وفي أيام الدراسة غالبًا كان ينهي واجباته ويستذكر دروسه فور عودته من المدرسة، ولأنه ولله الحمد متفوق في دراسته فلا تأخذ مذاكرته وقتًا طويلًا، وكنا نخصص ساعة قبل الذهاب للمركز للحفظ، وعند العودة من المركز يكمل ما فاته، أما في العطلة الأسبوعية فيكون للحفظ نصيب الأسد، وكذلك في الإجازات الصيفية، كما أنه حين تتوفر له الفرص يستمع لبعض القراء ويحاول أن يُحاكي قراءاتهم”.

ربانو سفينته القرآنية
سفينة الشبل “المعلم” في رحلته مع القرآن أدار دفتها عدد من الربابين، بدأها كما أسلفنا معلمه للصف الأول الابتدائي سلمان الداؤود، ثم استلم المقود المعلم ثابت الكاظم ليكمل المشوار معه، وكان المعلم حسين آل إبراهيم ربان سفينته الأكبر لدوره البارز في دعم طلاب “تراتيل الفجر”، أما دورات التجويد والتلاوة فقاد رحلتها المعلم مؤيد الحميدي.

بين العائلة
حسن أول فرحة والديه، ابنهما الأكبر لأختين تصغرانه عمرًا، ومنذ نعومة أظفاره كان يلقى عناية خاصة في العائلة، تقول والدته: “يحظى ابننا بتشجيع واهتمام واضحين، سواء في محيط أسرته مننا نحن والديه، حيث نقدم له المكافآت في حال حقق إنجازًا في حفظ بعض السور، وكذلك في محيط بقية العائلة؛ يحظى ابننا -بفضل الله – بحضور مميز، ودائمًا تقدم له الهدايا التشجيعية من قبل أجداده”.

وتضيف: “لحسن ابن عمة سبقه في حفظ القرآن الكريم، فهو يحفظ القرآن كاملًا، ويبدو أن كتاب الله خلق صداقةً خاصة بينهما، حيث إن ابني متعلق بابن عمته ويحب صحبته”.

قارئ في رمضان
تحكي “المرهون” إحدى نفحات القرآن التي أحاطت ابنها حسن، وتقول: “في العام الماضي 1442 هـ، وعده جده لأمه أنه سيكون القارئ الخاص بختمة القرآن الرمضانية التي تقام في منزل العائلة، بعد أن شارك في ختمة خاصة تابعة لمركز “تراتيل الفجر” أقيمت عن بعد، والحمد لله نال طفلي هذا الشرف بختم كتاب الله في شهره الكريم، حتى وإن كانت الختمة ليست متوسعة الحضور كسابق عهدها، إنما في إطار عائلي بحكم الأوضاع الصحية في المنطقة”.

في عين معلميه
يمتلك حسن سمعةً طيبة في محيطه، فقد عكس عليه القرآن الكريم الكثير من الصفات الحسنة، التي بدت بارزة لمن عرفه رغم صغر سنه.

يصفه مشرف جمعية تراتيل الفجر حسين آل إبراهيم بقوله:” حسن يتمتع بصوت جميل وهو شبل خلوق جدًا، كما أن لديه صفة جميلة وهي الإيثار، وعادةً تبدو واضحة تلك الصفة حين لا يحالف أحد زملائه نصيب الفوز في المسابقات، فإننا نراه يبادر إلى مقاسمة جائزته مع زميله عن طيب نفس”.

هوايات ومواهب
تميزت شخصية الشبل حسن بالخجل والرهبة من مواجهة الجمهور، إلا أنه – حسب حديث والدته – بفضل القرآن ومشاركته في بعض المسابقات والمحافل تغلب على ذلك الخجل وأصبح لديه موهبة الإلقاء، مبينةً أنه شارك في برنامج قرآني رمضاني تابع إلى مركز رؤية التعليمي من إعداده وتقديمه.

وتوضح “المرهون” أن ابنها يمتلك هواية الزراعة، حيث يهوى زراعة البذور ومراقبة نموها وتطور النباتات، كما يستمتع بالتجارب العلمية، حيث يكاد لا يخلو يومه من إقامة تجربة علمية، مشيرةً إلى أنه فاز بالمركز الأول في مسابقة العلوم وإعادة التدوير التي أقيمت في المدرسة.

وتضيف: “كذلك للكمبيوتر نصيب من اهتماماته، فقد اشترك في عدة دورات للحاسب الآلي، ومؤخرًا أنشأ لعبة ثلاثية الأبعاد، وفاز بالمركز الأول في الصيف الماضي لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي “إثراء”.

وتابعت: “كحال أي طفل في عمر حسن، فهو يحب لعب كرة القدم وقراءة القصص والكتب العلمية، وقد خصصنا له مكتبة خاصة تضم كتبًا مناسبةً لعمره، وفي العطلة الأسبوعية يسمح له بلعب “البلاي ستيشن”.

حكايات مع كتاب الله
﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾، فكيف بمن كان كتاب الله خليله! حتمًا ستظهر آثار تلك الصحبة على صاحبها في أبسط أمور حياته، ويذكر حسن لـ «القطيف اليوم»، أن لكتاب الله أثره في الكثير من الأمور، مستشهدًا بقصتين، أولاهما: “في بدايات التحاقي بمركز تراتيل الفجر، شاركت في التصفيات الخاصة بالمسابقة الوزارية التي تقام في المدينة المنورة، ولأنها البداية ولم أكن ذا كفاءة عالية في التجويد، أخفقت في التصفيات ولم أتأهل، لكن أحد أساتذة المركز تحدث معي عن النجاحات وكيف تكون بداية التفوق، وأن هذه التجربة ليست سوى البداية، مع العلم أن عمري كان صغيرًا، لكن هذه الكلمات أثرت فيَّ وأخذت عهدًا أن أجد وأجتهد لأحقق ما أربو إليه”.

وذكر قصة أخرى، حيث اشترك في بعض الدورات الصيفية الخاصة بالبرمجة وصناعة الروبوتات، وفي اليوم الأول له وما إن دخل المركز الخاص بالدورة حتى رحب به المسؤول وناداه: “أهلاً وسهلًا بحافظ القرآن”، تفاجأ حسن كثيرًا وشعر بالفخر من طريقة الترحيب، مؤكدًا أن هذا يعود حقيقة للإعلام الناجح لمركز علم الهدى الثقافي ونشر أخبار المركز في وسائل التواصل الاجتماعي.

مشاركات وإنجازات
شارك الشبل “المعلم” في الكثير من المسابقات على المستوى المحلي أو الدولي، ومن أهم المسابقات المحلية؛ مسابقة المجلس القرآني المشترك وكذلك ترنيم للأشبال التي أقيمت عن بعد في الرياض، واجتاز اختبارات منصة “خيركم” بجدة بتقدير ممتاز في جميع الاختبارات، وكذلك في جمعية الشرقية لتحفيظ القرآن، وحاز مؤخرًا على المركز الأول في مسابقة التلاوة المرتلة فئة الأشبال التابعة للمجلس القرآني المشترك، والمركز الثاني في حفظ 5 أجزاء في ذات المسابقة، كما يستعد “المعلم” للاختبار في 13 جزءًا في منصة “خيركم” بجدة عن بعد.

أما في المسابقات الدولية؛ فشارك في مسابقة “اقرأ”، في البحرين و”آل يس” في الكويت، وأحرز المركز الأول بالتصويت في مسابقة دار القرآن الكريم وعلومه المقامة في تركيا عن بعد، وأشاد الأساتذة المقيمون لمسابقة جمعية التعاون المثمر التي أقيمت في مصر بأدائه وتلاوته، وقد حصل على الدرجة الكاملة في المسابقة في التجويد والتشكيل.

– إنجازاته مفصلة

1438
– المركز العاشر في مسابقة دار القرآن الكريم الثالثة بخيرية القطيف ونادي الترجي (حفظ جزء).

1439
– المركز الثاني في مسابقة “الذكر الحكيم” بجمعية تاروت (حفظ جزءين).
– المركز الرابع في مسابقة دار القرآن بخيرية القطيف.
– المركز الثاني في مسابقة المجلس القرآني المشترك (حفظ جزءين).

1440
– المركز الثاني في مسابقة مركز “باقر العلوم” في البحرين (حفظ ٣ أجزاء).
– المركز الأول في مسابقة “تدبر” الوزارية على مستوى مكتب القطيف فرع (٣ أجزاء).
– المركز الثاني في مسابقة “آل يس” الخامسة بالكويت (فرع جزءين).
– المركز الأول في مسابقة “اقرأ” لعلوم القرآن بالبحرين.
– المركز الأول في مسابقة “مهرجان علم القرآن” الثالثة بالكويت.
– المركز الثاني في مسابقة لجان ونبرات القرآن الكريم
في الكويت فرع (3 أجزاء).
– المركز الأول في مسابقة المجلس القرآني المشترك
الثامنة فرع 3 أجزاء.
– المركز الأول في مسابقة “أرحامي” القرآنية.
– المركز الأول في المسابقة القرآنية السنوية بخيرية
القطيف.
– المركز الثالث في مسابقة “ربيع القرآن”.
– بطل جائزة العجاج السنوية للأشبال.

1441
– تأهل في مسابقة الملك سلمان في حفظ القرآن على مستوى مكتب القطيف.
– المركز الثاني في مسابقة “اقرأ” القرآنية في البحرين.
– ️المركز الثاني في حفظ ٥ أجزاء في مسابقة المجلس القرآني المشترك.
– المركز الثاني في مسابقة ترنيم الأشبال التي أقيمت عن بعد في الرياض.
– المركز الأول في مسابقة “اقرأ وربك الأكرم” التي
أقيمت عن بعد.
– المركز الأول في مسابقة “ترتيل القرآن” التي أقيمت
عن بعد في المدينة المنورة.

1442
– حاز مؤخرًا على المركز الأول في مسابقة التلاوة المرتبة فئة الأشبال التابعة للمجلس القرآني المشترك.
– المركز الثاني في حفظ 5 أجزاء في ذات المسابقة.
– المركز الأول بالتصويت في مسابقة دار القرآن الكريم وعلومه المقامة في تركيا عن بعد.




error: المحتوي محمي