فـتَّـشْتُ فب مُعْجَـمِ الأوْطـانِ عنْ بلَدٍ
نِــداً لأرْضٍ حـوَتٍ منْ أطْهَـرِ المُـــدُنِ
فـتَّـشْتُ فـي كـلِّ سِفْـــرٍ أو مــدَوَّنَــةٍ
فـتَّـشْـتُ فـي كلُّ قـطْــرٍ دونَما وهَــنِ
فـتَّـشـتُ في كلِّ ما جـازَتْ إلَيْهِ يــدي
علِّي أجِـد موْطِنــاً يشْبِهْـكَ يــا وطَنِي
هيهاتَ إذ خصَّـكّ الباري بخَيْـرِ ثـرىً
يـــا مهْبِـطَ الوحي والتنزيلِ من زمَـنِ
شُــرِّفْتَ بالبَــيْـتِ تفْضيْــلاً وتَكْـــرِمَةً
مــنْ ذا يدانِيْـكَ في عيْشٍ وفي سَكَـنِ
فِي مكَّـةَ اخْتــارَهُ الرحْمنُ فانْطَلَقَــتْ
للحَـقِّ رايــات فِي سِـــرٍ وفِــي علَـــنِ
للدِّيْـنِ قــدْ أُسِّسـتْ أرْكــانُ فِيْـهِ فــلا
آثـارَ للشِـركِ ظلَّـــتْ فيْـــــهِ أوْ وثـــنِ
والمصْطفـى خيْــرُ خلْـــقِ الله قاطِبَـة
قـــدْ خصَّـهُ الله في وحْيٍ وفي سُـنَـنِ
يـــدْعُـو إلـــى اللهِ فب وِدٍ ومَــرْحَمَـةٍ
يهْـدي إلى الحَقِّ يأبـى فِتْنَــةَ الوثَـــنِ
ذِيْ طيْبَــةٌ شــرِّفَــتْ فخــْراً بمَسْجِدِهِ
والطُهْــرُ حـازَتْـهُ فِب لحْـدٍ ومِنْ كفَــنِ
طُهَّرْتَ من كـلِّ رجْسٍ لـمْ تنَـلْـكَ يـــدٌ
كـلاً ولمْ تخْـزَ مـــن ذلٍ ولـــم تــهُــــنِ
فالله حامِيْـكَ مــنْ ذلٍ ومـــنْ دنَـــسٍ
واللهُ حامِيْـكَ مــنْ شـــرٍ ومـن فتَـــــنِ
يهْـواكَ كلُّ الورى يأتـوكَ فـي شغَـفٍ
ينْسَوْنَ منْ فـرْحِهِـم بعْداً عنِ الوطَـنِ
لا خشْيَـةً تعْتَــري النّـاسَ مِــنْ خطَـــرٍ
أوْ يُــبْـتَلى فيـكَ بالأحْداثِ والمِحَـــنِ
يـرعاكَ أقْحــاحُ أُسْــدٌ في عزِيْمَتِهِـــم
ما مِـنْ مثِيْــلٍ لـهُـم إسْــوارَة الــوطَـنِ
قَــومٌ إذا محِّصوا فالنــاسُ تعْرِفُهُـــــم
بَيْــنَ الــورى فعْلُهُــمْ أحدوثةُ الزَمَــنِ
قــومٌ إذا ما حكَـوا فالصدقُ قائـدُهُـــم
ساسُـوا فذا نهْجُهُم ما جاءَ فيْ السُنَـنِ
قــومٌ إذا مـا دعُــوا بـانَـتْ محاسِنُهُــم
أوْصافُهُــمْ كلُّهـا حسْــنٌ إلــى حسَــنُ
قــوْمٌ إذا ما نُخُـوا فالجُـودُ من يدِهِـم
كـمْ مــنْ عطايــا لهُـمْ بالسِـرِّ والعَلَنِ
منْ عهْــدِ عبْد العـزيزِ اسْتَمَـدوا أثَــراً
سيْـراً على نهْجِــهِ المَيْمُونِ والفَطِــنِ
عِشْنــــا عقُــوداً وإيّــــاهُم بتَــوأمَـــةٍ
إذْ حالُنـا بــاتَ كالرُبّــــانِ والسَفِـــــنِ
كـمْ مِنْ ملِيْـكٍ أتـى والخَيْــرُ يسْبِقُــهُ
كـمْ شيَّـدوا منْ صناعاتٍ ومِنٍ مُدُنِ
كمْ هيّـؤوا للعُلى والمَجْـدِ منْ سبُـلٍ
إذْ مِـن أمِيْـنٍ يــــورِّثْهـــــا لِمؤْتَمَـــنِ
حتّى إذا ما أتــى سلْمــانً كانَ بِنـــا
كالقَـلْـبِ والعَيْـنِ ثُمْ كالـيدِّ والأُذُنِ
حقـاً هُوَ النَبْضُ والأنْفاسُ أجْمَعُهـا
لِلَّــهِ هُـوَ مِـنْ ملِيْــكٍ فـارِسٍ مـــرِن
بالحَزْمِ والعَـزْمِ موْصوفٌ فلا خطَـرٌ
فِـي ظِـلِّ ِمِقْدامِهـا الثابِـتِ اليَقِنِ
بُوْرِكْـتَ مِـن قائـدٍ مغْوارُ أوْجَــدَهُ
فيْنـا زمـانْ فمـا أحْلاهُ مِـنٍ زمَــنِ
إخْتـرْتَ للعَهدِ إذْ ولَّيْتَ خيْـرَ فتـىً
إذْ كـانَ فِي عزْمِـهِ الوقـّادِ كالمَتُــنِ
لا ينْثَني صخْـر ما كَلَّــــتْ عزائمُـهُ
يمْضيْ هُمـاماً كأنَّ الصَعْبَ لمْ يَكُنِ
قـدْ ذلَّلَ الصعْـبَ في حزْمٍ وفي جلَدٍ
تلْقاهُ فِيْنـا بشُوْشـاً وللعِـدى مكِــــنِ
دمْتُـمً ودامَـتْ لنـا البُشرى وقادَتُنـا
أعوامُ فِي أجْملِ الأوْطانِ في وطني
جمال عبد الكريم آل حمود