«محمد حمزة الفردان الجبل الشامخ» المشهور بمحمد حمزة في قديحنا الغالية.. حقيقة آلمني سماع رحيل هذا الرجل وحق علي الكتابة التي لن تفيه حقه. فمن أين أبدأ وإلى أين أنتهي!
(علاقته بالوالد، رحمه الله) علاقتنا بالمغفور له أبي حسن علاقة طويلة وهو بالنسبة لي ليس مجرد خبير في فنون الدفاع عن النفس بل كان من المقربين لوالدي المغفور له السيد حسن أبي أمجد. ومن المقربين لي شخصيًا منذ كنت شبلًا صغيرًا لا يتجاوز عمري الـ8 سنوات وأنا أراه مع والدي يتدارسان أمور الدين وتربطهما علاقة وثيقة جدًا بالأمور التراثية وحبها وشغفهما الدائم في البحث والتقصي عن كل ما يربطنا في منطقة القديح بشكل خاص والقطيف بشكل عام؛ فكان، رحمه الله، يعتبر بمثابة الأخ للوالد وكان دائمًا يمتدح الوالد ويفخر به ويقول دائمًا: إن أبا أمجد عبقرية فريدة. والكل يعرف والد المرحوم المغفور له الحاج حمزة الفردان الرجل المؤمن الخير صاحب الحملات وكيف لا ونحن شربنا وأكلنا وكبرنا واسمه يتردد على مسامعنا.
(رجل دين)
كان أبو حسن طالبًا من طلبة العلم ودرس عند شيوخ كثيرين وكان له فترة من الزمان يدرس ويوعظ في المجالس والحسينيات كما كان رادودًا معروفًا يتغنى بحب محمد وآل محمد؛ فقضى جل حياته في خدمتهم والدفاع عنهم. عرف وتيقن أن هذا الطريق هو الطريق إلى الله فلم يتردد يومًا في نشر معارفهم وتراثهم سواء أكان في منطقتنا أو في مناطق المملكة.
(رجل أعمال وتاجر). كل من يعرف أبا حسن يعرف أنه من الذين كانو يمتهنون مهنة التجارة وخصوصًا في مجال التمور فكان، رحمه الله، يبيع ويشتري التمور وكان مكانه في سوق (واقف معروف) وكان الكل يأتي له لشراء التمور لجودتها العالية ورخص ثمنها مقارنة بالبياعة. كما كان يمتهن بيع الخواتيم وله معرفة تامة بهذا المجال. حقيقة لا أخفي عليكم أنه إنسان يبذل دون مقابل وهو لمن عرفه لا ينظر للمال فمن تعامل معه عرف سخاءه وكرمه.
(خبير فنون دفاع عن النفس).
لابد في هذا القسم أن أتكلم بكل وضوح عن أبي حسن الرجل الخبير في فنون الدفاع عن النفس؛ فكان، رحمه الله، مدرسة في فنون الدفاع عن النفس فهو ذاك الرجل الذي جال وصال وحمى الديار حتى وصل إلى الهند والصين ليتعلم فنون الدفاع عن النفس. بذل المال الكثير والأيام والأشهر والسنوات في سبيل إتقان هذا الفن فتعلم معظم فنون الدفاع عن النفس من كاراتيه وتايكوندو وجودو وهبكيدو والسيلات الإندونيسية وحصل على العديد من الشهادات الدولية في هذه المجالات من مدارس عدة وحصل على أحزمة كثيرة فيها حتى عده الخبراء الأجانب كبيرًا من كبراء الأساتذة في فنون الدفاع عن النفس. اشتغل مدربًا في عدة شركات أبرزها أرامكو كمدرب فنون للدفاع عن النفس. وخرّج أبطالًا في الدفاع عن النفس ودرّب أناسًا لا ينسون ما أسداهم هذا الجبل الشامخ. كان هو بمثابة مدرسة بل مكتبة بل مرجع في فنون الدفاع عن النفس فمهارته في العصا والسيف والننشاكو لا يضاهيه فيها أحد فلقد عرفته عن قرب وتجسدت فيه الفنون القتالية حقيقة وواقعًا حتى إذا رأيته لا ترى إنسانًا عاديًا بل ترى عظيمًا من عظماء الفنون القتالية.
لا يرضى بالقليل بل إنه يبحث عن كل جديد!
دائمًا كان يقول لي لابد أن نجسد الروح الحقيقية للاعب الدفاع عن النفس. أخدت منه دروسًا روحانية في الدفاع ودروسًا فنية.
(مدرسة يجهلها الكثير). محمد حمزة كما يطلق عليه أنه مدرسة، وكان يطمح أن تكون لديه مدرسة باسمه لتعليم فنون الدفاع عن النفس، وكان لديه كتب يريد أن ينتهي منها ليتعلم منها الآخرون ويستفيد منها محبو فنون الدفاع عن النفس.
حقيقة أقول إنه مدرسة يجهلها الكثير. كان كنزًا في مجال الدفاع عن النفس.
أبا حسن ذهبت وخلفت وراءك كمًا هائلًا من المعارف والعلوم. كنت جامعة ولكن القليل من استفاد منها! من عرفك عن قرب عرف مكانتك وعرف ما تملكه من علوم. ذهبت اليوم والقلب حزين لفقدك وخسارة كبيرة للوسط الرياضي والمعرفي. سوف يتذكرك الكثيرون وسوف لن ننسى حبك وعطفك وابتسامتك وتسامحك. فرحمك الله أيها الجبل الشامخ.