إذا أنت من المغامرين الذين يجربون الأكلات والحلويات الشعبية وأنت في السويد فعليك بالسيملا السويدية ولكن لا تكن مثل الملك السويدي أدولف فردريك في القرن الثامن عشر الذي أصيب بوعكة صحية ومشاكل في الهضم أدت إلى موته بعد أن تناول وجبة غداء دسمة أعقبها بكمية كبيرة من حلوى السيملا.
وبما أني مقيمة في السويد لدراسة وتحضير الزمالة السويدية في طب الأسنان، فلابد علي أن أجرب تلك الحلوى التقليدية والشعبية والمقدسة والتي تقدم كطعام قبل الصوم الكبير وفقًا للعادات المسيحية السائدة في بلد السويد ولكن لا أفضل أكلها بعد الوجبات الرئيسية لأنها دسمة جدًا بل عليك بتجربتها مع كوب شاي وأنت جالس في أحد المقاهي السويدية والمطلة على نهر تورن وذلك لفوائد الشاي الكثيرة في المحافظة على اللثة والأسنان والتغلب على رائحة الفم الكريهة.
حيث أكدت الدراسات أن الشاي يحتوي على الفلورايد الذي يقلل ويمنع تسوس الأسنان ويحتوي على بوليفينولس الذي يساعد على التخلص من الجير ومشاكل اللثة. وأدت الدراسة أيضًا إلى نتيجة أن جميع أنواع الشاي الأسود والأخضر منها يقلل من كمية بخار السلفر المتجمع في الفم والذي يسبب الرائحة الكريهة للفم.
ولكن ليعلم الجميع أن أضرار الشاي قليلة مقارنة بفوائدة الكثيرة والمتمثلة في التصبغات نتيجة احتواء الشاي على مادة التانينس التي تلعب دورًا كبيرًا في تلوين الأسنان، وحل تلك المشكلة من وجهة نظر طب الأسنان هو شرب الماء مباشرة بعد الشاي لتقليل التلوين وإن كان فرش الأسنان مباشرة بعد شرب الشاي أو التنظيف الدوري عند طبيب الأسنان هو الحل الأنجع في التخلص من هكذا تلوين.
وصيتنا للجميع الاعتدال في الأكل والشرب والتي هي من العادات والإرشادات الإسلامية التي وردت في الأثر والتي بها نحافظ على الصحة العامة وصحة الأسنان كما نحذر من التخمة المفرطة التي قد تقتل الإنسان ببطء أو فجأة، كما مات الملك فردريك أدولف بعد التهامة الكثير من حلوى السيملا!
دمتم معافين من كل سوء وبلاء.