
نحتاج من الأفاضل خطباء المنابر من العلماء وطلبة العلوم المعتبرين ونحن نستهل عاشوراء العظيمة أن يفيضوا علينا بما يهدّئ القلوب ويرطب النفوس ويطيب الخواطر وقد وصل الناس لدرجة معتبرة من الخوف والالتباس والأوضاع النفسية الحرجة بسبب ما نمر به من تقلبات وإرباكات فرضتها علينا هذه الجائحة والتي حار فيها أهل الأرض جميعًا.
نحتاج أن نطرق معهم أبواب السماء، نحتاجهم معنا في ذلك عيانًا بيانًا، بالصلاة والدعاء وأن نضج إليه فارين صادقين تائبين نائبين، وأن نتلمس الحيلة والوسيلة التي هم أعرف بها منا وبالطريق إليها ولابد أن يكونوا أول الناس بالصلاة والدعاء حضورًا وظهورًا.
نعم نحتاج أن يكون خطباء المنبر الأعلام هذا العام أطباء مداوين ليساعدوا المؤمنين على تقوية أنفسهم وجلدهم والصبر والاتقاء من هذا الوباء والارتقاء بهم لما يبعث على التفاؤل وبالوسائل التي تنفع ولا تروع، فكلما هدأ الناس وفوضوا أمرهم لخالقهم عز وجل بشرط أخذ الحيطة والحذر كلما قويت أنفسهم، والعكس هو كلما زاد ترويعهم وإخافتهم مما يمرون به مهما كانت حيطتهم دخلوا في متاهة أخرى أكثر خطورة.
خصصوا أيها الأفاضل جزءًا معتبرًا من محاضراتكم لهذا الأمر، فلا يزال الوباء يطبق علينا ولايزال الناس يعانون وهم يعيشون المجهول والحياة حولنا معطلة أو هي مشروطة احترازيًا ولا يدرون إلى أين يولون ويفرون، والمفر معلوم وبيّن، فلا مفر ولا لجوء إلا إليه سبحانه فهو الذي ابتلى وهو الذي يكشف، وبفضله نلتمس الخلاص وبمنِّه نرتجي النجاة، وهو لا يحتاج رغم ذنوبنا ومساوئنا سوى التوجه والإنابة وابتغاء الحيلة والوسيلة.
نعلم أنكم حضَّرتم لمحاضراتكم ورأينا بعض ذلك وللأسف لم نقرأ من خلالها ما يشير لما نمر به من ابتلاء وهو ما أثار السؤال، ولهذا نرجوا أن تأجلوا أو تختصروا بعضًا من الإرشادات والاجتهادات التي ستأتي على حساب ابتلاء عظيم يلزم منا ومنكم الكثير من الاعتناء سواء بالحذر منه وهو مهم باتباع المحاذير وبدقة، وبالتضرع لله تعالى أولًا وأخيرًا كل ساعة ولحظة لكشفه وهو الأهم يقينًا.