صـلت لقدس كمالك الأكـوان و تكحـلت بعـطائك الأزمـان
و هفا إلينا البِشر من آلائـك فتعانق الإشــراق و الإيـمان
و تثامرت بالطيبات سحائب لمــا تناجت تلكم الشــطآن
تكسو الحياةَ خمائلًا من برها و يضوع في محرابها التـحنان
ربـاه جئتك و المدامع قـبلة ركعـاتها يسمو بها الـوجـدان
ضجت بأسراب الندامة مهجتي و بمحجري يتــأوه البركـــان
وتساررت قصص الشتات خجولة تحكي الإيـاب فينطـق البرهـان
رباه يأسرني الحنين و بوحــه فهما على جمر الأسى صنوان
رباه يحذوني الرجــاء لجنة أغصانها الغفران و الرضــوان
نَفْحَاتها طـهر تضاحك ضوعـه من ســـورة عنوانها الإنسـان
و صداقُها لرؤى النبوة عـاشق متبتل فـي فـلكـها هيمــان
رباه لو أن الحساب تلاطمت أمــواجـه و تنفــس الميزان
و إذا النقاب تكشفت أســراره عن صفحـة قــد هـالها التبيان
عصف التحير بالضمير فما وعى في غيه كيف ارتمى البنيــان
و صحيفتي حـبر الرمـاد يخطها في موسـم ضنت بــه الأثـمان
لغة الجــواب تفطـرت أكبادهــا موارهـا هتفت لـه النيران
رباه جئتك و الوفَـاض تسغبت أجـفانـه و فـــؤاده ظمــآن
يشتاق من فيض السماحة رحمة و يُظــله من وسـعـها غـفـــران
ربــاه فــارفــق بالمضيـع عهده كرمًــا فأنت الواهــب المنـان
و اسبغ عليه من حنانك حـلة جــزلاء قـد طــابت بــها الأفنان
ربــاه صفحك للعليل شـفـاؤه فـي تــوبة قــد سنّها الرحمـان