من القديح.. سيد ريان العلوي يرتل 8 آيات من القرآن الكريم بـ التصوير والرسم.. شاهد الصور

بـ 8 أعمال، يمتزج فيها التصوير بالرسم الرقمي، حاول الفنان ريان العلوي أن يرتل بعضًا من آيات القرآن الكريم بطريقة فنية مختلفة، ترتيلًا تكون العين فيه بمثابة شفاه تقرأ الآيات، بعد أن حول مجموعة من القصص النبوية المذكورة في كتاب الله إلى صور رقمية، يشاركها في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.

بدايتها.. نهايتها
وتحدثت أعمال الفنان “العلوي” عن معجزات 5 أنبياء، ذكرت في القرآن الكريم؛ كشق البحر للنبي موسى (ع)، ورفع النبي عيسى (ع) إلى السماء، وقد بدأها في عام 2017 م بعمل لسيد الأنبياء وخير الرسل محمد (ص)، وبعد نشره لقي استحسان من حوله وتشجيعهم له، مما جعله يستمر في طرح أعمال الأنبياء (ع)، ليختمها بعمل آخر للنبي محمد (ص).

وفي أول أعماله أنتج ريان لوحةً فنيةً تتمحور حول النبي محمد (ص)، وكانت فكرة العمل مفاهيمية أكثر من أن تكون تفسيرًا لآية بعينها، وكانت تصويرًا تشبيهيًا للنبي محمد (ص) وهو يمشي والأصنام تتهاوى من حوله.

وعكس فيه بلوحة شبه أحادية الألوان، لحظة تهاوي الشرك بعد نبوة محمد (ص)، معبرًا عن ذلك بتهاوي وتحطم عدد من الأصنام وحدها دون أي تدخل لتحطيمها، فيما صوّر تشبيهًا لسيد الرسل وسط تلك الأوثان التي اختار لها لوني الأبيض والأسود، وهو يعطيها ظهره بلباس بسيط كان وحده العنصر الملون الوحيد في ذلك العمل.

الانشقاق العظيم
واقتبس العلوي عمله الثاني من الآية الكريمة: ﴿فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ ۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍۢ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ﴾، مجسدًا فيه أعظم معاجز نبي الله موسى (ع).

وتزاحمت العناصر في ذلك العمل، ليظهر الآية الكريمة بطريقة تقترب كثيرًا من تجسيد الخيال البشري لها، حيث توسط اللوحة تشبيه لنبي الله موسى (ع) وهو يعبر بقومه في يابسة يؤطرها الماء من جهة اليمين واليسار.

وعن العمل قال: “لتصوير تلك الآية الكريمة، في أولى خطوات العمل بدأت في تجهيز مجسم من الجبس والرمل، لأشبه به انشقاق البحر، وقد التقطت له صورًا من عدة زوايا، واستخدمتها كخلفية للشخصيات والعناصر”.

(وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ)..
وعكس العمل الثالث الآية القرآنية: ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ۝ بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾.

وصور فيه سيد ريان لحظة تحرر نبي الله عيسى “عليه السلام” من كيد اليهود، وصعوده نحو السماء، ليوضح حقيقة أن المسيح “عليه السلام” لم يصلب ولم يقتل بل رفعه الله إليه، في لوحة تعكس النقيضين ما بين شبهة اليهود في صلبه، ورفعه عليه السلام إلى السماء.

وأوضح “العلوي” أنه في العمل الذي خص به نبي الله عيسى (ع) قام ببناء مجسمات للجبال بشكل مصغر، وذلك كأولى مراحل العمل، ومن ثم قام بتشكيل الصليب، وختمه بتصوير العناصر وتركيبها.

وسط مصر
وتناول ️في العمل الرابع جانبًا من قصة نبي الله يوسف (ع)، محاولًا فيه أن يفسر الآية الكريمة: ﴿وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ۚ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾.

ورسم “العلوي” في عمله صورةً للنبي الملك، وهو يتوسط أهل مصر، وكيف اتخذ من أرض مصر منـزلًا، بعد الحبس والضيق، ليتولى أمر أهلها ويكون حاكمًا عليهم.

وعاود في هذا العمل ذات الخطوات السابقة في أعماله، حيث بدأ بمجسم من الفلين للمكان الذي سيحوي عناصر العمل، ثم بدأ تجسيد العناصر الإضافية، وقام بتصويرها وتركيبها بالتدريج.

نبي الله موسى يعود مجددًا
واستحضر سيد ريان معجزة أخرى لنبي الله موسى (ع)، في️ عمله الخامس، متناولًا الآية: ﴿وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ۖ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾.

ويظهر العمل صدق نبوة الله موسى (ع)، بتصوير معجزته حين أدخل يده في جيبه وخرجت بيضاء من غير سوء.

وصور “العلوي” في عمله دهشة القوم ويد نبي الله البيضاء الساطعة تمتد أمامهم، حيث لم يغفل تفاصيل تلك الدهشة في النظرات وبقية تعابير الوجه.

وبين أنه في هذا العمل لم يحتج إلى عمل مجسم أولي، وذلك لبساطة الخلفية في العمل، وكل ما احتاجه هو تصوير العناصر وتركيبها.

وعودة أخرى لـ عيسى (ع)
وجدد في عمله السادس تفسيرًا لإحدى الآيات التي نزلت في نبي الله عيسى (ع)، وهي: ﴿وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ﴾، وفيه أيضًا لم يحتج إلى مجسم مصغر للمشهد، وإنما اكتفى بتصوير العناصر وتركيبها.

وبدت الآية الكريمة واضحة في ذلك العمل، بثلاث شخصيات فقط، إحداها كانت لنبي الله عيسى (ع)، والأخرى لشخص أبرص يقوم النبي بعلاجه، والشخصية الثالثة تظهر في جانب العمل.

مع إبراهيم (ع)
وأظهر في عمله السابع جانبًا من قصة نبي الله إبراهيم (ع)، وكان مفسرًا الآية الكريمة ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.

واستخدم لتلك اللوحة عناصر محدودة، كان أبرزها شخصية نبي الله إبراهيم (ع)، وهو في منطقة جبلية وحوله أربعة طيور مختلفة، ولخص بتفاصيل بسيطة جدًا نهاية الآية الكريمة ﴿ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا﴾.

بين زمنين مختلفين
واستلهم عمله الثامن مصورًا للآية الكريمة التي نزلت في نبي الله محمد (ص): ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾.

ورغم أن العمل يبدو مدمجًا جدًا، إلا أن “العلوي” تناول فيه زمنين مختلفين، الفاصل بينهما النبي محمد (ص)، وقد لعبت الإضاءة اللونية في العمل دورًا بارزًا في إيضاح الاختلاف بين زمن الضلالة وزمن الهدى، كما كان لتفصيل صغير يظهر كيفية التعامل مع الأنثى دور آخر في إيصال فكرة العمل، حيث تتوسطه رحلة قصيرة بارزة بين وأد البنات واحتضانها، لتصور مدى التحول في حياة أمة محمد (ص).

عدة فنية
يحتاج الفنان سيد ريان إلى عدة فنية لإخراج أعماله القرآنية بصورة احترافية، كما يحتاج إلى وقت يجهز فيه تلك اللوحات، وعن ذلك يقول: “في كل أعمالي أحتاج إلى أدوات التصوير بشكل عام، والألبسة والإكسسوارات، ثم التعديل والإخراج، أما عن الوقت فلكل عمل متطلبات ووقت وجهد معين، إلا أن أي عمل لا يقل عن شهر، كما أن بعضها قد احتاج لنصف عام ليخرج بصورته النهائية”.

وعن سؤال: “بمن تستعين في تصوير الشخصيات قبل العمل عليها بالبرامج الأخرى؟”، أجاب لـ«القطيف اليوم»: “كي يصبح العمل بالكامل من تنفيذي وأتمكن من نشره أو طباعته وتكون حقوقه كاملة لي، فإن كل الشخصيات والعناصر الفرعية أنا من أقوم بتصويرها”.

متكأ
بعيدًا عن الأدوات الفنية، يتكئ “العلوي” لإخراج القصص بتلك الصورة على عدد من العناصر، يوضحها بقوله: “في المقام الأول لا بد أن أتجه إلى القرآن الكريم للبحث عن الآية التي سأقوم بتجسيدها، وقبل تخيل المعجزة بجميع تفاصيلها لا بد لي من مشاورة أهل الاختصاص”.

ويضيف: “أي عمل أقوم به لا بد أن تبدأ الفكرة في رأسي، ثم يمر بعدة خطوات حتى يكتمل؛ المرحلة الأولى بحكم أعمالي لمعاجز الأنبياء فكل أفكاري آخذها من القرآن الكريم، والمرحلة الثانية أقوم بعرضها على أهل الاختصاص، أما المرحلة الثالثة فأقوم فيها برسم الفكرة كتخطيط أولي قبل التنفيذ (Sketch)”.

صعوبات
يعتبر الفنان ابن القديح التخطيط وبناء الفكرة قبل العمل ومرحلة تعديل الصور أصعب المراحل في العمل، معللًا ذلك بأن الفكرة أساس العمل، لذلك لا بد من التخطيط والتدوين قبل البدء في المشروع، أما التنفيذ فيستغرق وقتًا وجهدًا كبيرًا جدًا.

حلم
يراود سيد ريان حلم في أن ينقل قصصه الفنية للأنبياء من أزقة الإنترنت إلى صفحات كتاب ينوي إصداره على المدى البعيد، يطرح فيه تلك القصص المصورة.




error: المحتوي محمي