حياة الإمام الحسين (ع) حياة مليئة بالدروس والعبر
وفي هذه الأسطر راح أسلط الأضواء على بعضها.
أولاً: لكي نتعرف على العظمة والكمال في شخصية الإمام (ع).
وثانياً: لكي نستفيد منها الدروس والعبر.
١. تواضعه
مر على مساكين قد بسطوا لهم كساء جلسوا عليه يأكلون كسيرات من الخبز.
سلم فردوا عليه السلام ثم قالوا له: “هلم يبن رسول الله وكل معنا”.
فجلس وأكل معهم وهو يتلو الآية الشريفة “إن الله لا يحب المستكبرين”.
ثم قال لهم: “قد أجبتكم فأجيبوني”، قالوا: “نعم يا ابن رسول الله”، فقاموا معه إلى منزله فأغدق عليهم العطاء.
٢. عفوه
جنى غلام (مملوك) جناية تستوجب العقاب
= فأمر الإمام (ع) أن يضربه جزاء ما اقترفت يداه.
= فقال الغلام: “والكاظمين الغيظ”.
= فقال (ع): “خلوا عنه”.
= فقال الغلام: “والعافين عن الناس”.
= فقال (ع): “قد عفوت عنك”.
= فقال الغلام: “والله يحب المحسنين”.
= فقال (ع): “أنت حر لوجه الله”.
٣. إحسانه
أبو عبد الرحمن السلمي علّم ولداً للحسين (ع) سورة الحمد (يعني صار يقريه السورة)، فلما قرأها على أبيه (الإمام)، قام الإمام (ع) وأعطى الرجل ألف دينار.
فقيل للإمام: “هذا كثير عليه”، أجابهم (ع): “أين يقع هذا من عطائه – يعني تعليمه – أنا عطائي مادي وإن كثر وهو عطاؤه معنوي لا يقدر بثمن”.
٤. قضاء ديون البعض
دخل على أسامة بن زيد بن حارثة وهو مريض، فسمعه يقول: “واغماااه”، سأله الإمام (ع): “وما غمك؟؟”، قال: “ديني وهو ستون ألف درهم”، فقال (ع): “هو علي”، يعني أنا راح أسدده عنك، فقال أسامة: “إني أخشى أن أموت قبل أن ينقضي”، فقال (ع): “الآن أقضيها”، لن تموت حتى أقضيها عنك، وفعلاً قضاها عنه قبل أن يموت.
٥. عطاؤه
وفد أعرابي للمدينة ووقف على باب دار الإمام وأنشد:
لم يخب الآن من رجاك ومن
حرك من دون بابك الحلقة
أنت جواد وأنت معتمد
أبوك قد كان قاتل الفسقة
= كان الإمام يصلي، فلما سلّم، سأل قنبر: “هل بقي شيء من مال الحجاز؟”، قال: “نعم سيدي 4000 أربعة آلاف دينار”، فأخذها ونزع برده (عبايته) ولف فيها الدنانير وناولها الأعرابي من شقوق الباب وأنشد:
خذها فإني إليك معتذر
وأعلم بأني عليك ذو شفقة
لو كان في سيرنا الغداة عصا
أمست سمانا عليك مندفقة
لكن ريب الزمان ذو غير
والكف مني قليلة النفقة