قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ). [التوبة 18].
يرتفع النداء الإلهي كل يوم في ثلاثة أوقات مباركة ويصدح المؤذن إعلاناً لدخول وقت الصلاة وعن حلول الوقت لعبادة الله تعالى مع أهم الفرائض العبادية ألا وهي الصلاة قربان كل تقي، والتي هي عنوان الصلة بين العبد وربه.
يدخل المصلون المساجد فتسكن الراحة والاستقرار قلوبهم وتحيا نفوسهم أروع اللحظات في أطهر البيوت وهي المساجد يعيشون القرب من الله تعالى وتعرج أرواحهم مع الملائكة في أقدس البقاع.
لكننا نجهل أن وراء هذا النداء أيادٍ طاهرة لأشخاص وهبوا أنفسهم لخدمة المؤمنين ويهتمون بنظافة المساجد وكنسها وإظهارها بصورة لائقة.
وها نحن اليوم نعيش لحظات مباركة مع رجل وهب نفسه بتفان لخدمة بيوت الله المباركة، ألا وهو الحاج مهدي بن علي آل خليفة من أهالي القديح، والذي قام بالخدمة في أكثر من مسجد من مساجد القديح.
وهذا الرجل المؤمن هو مثال للعامل المخلص المتفاني المحب لعمله، ودليل ذلك مواصلته لهذا العمل المبارك دون توقف ودون انتظار كلمة شكر أو تكريم أو تقدير من أحد، ولم يتوان وواصل عمله بكل أريحية ومحبة، وهذا مما يجعلنا نكبر هذا الرجل المغمور الذي يعمل بصمت لله وبدون ضجة ودون مقابل مادي ونقبل أياديه.
وهو في نفس الوقت يتصف بنكران الذات، ومن واجبنا أن نكبر فيه روح الإيمان والإخلاص وروح التفاني والحب لهذا العمل طوال هذه السنين، وهي تعادل نصف قرن من الزمن.
وقد قامت جمعية مضر الخيرية بالقديح مشكورة وممثلة باللجنة الاجتماعية بتكريم الحاج مهدي آل خليفة، وذلك مساء الأربعاء 4/8/2021، وتقدمت له ببالغ الشكر والتقدير والامتنان لاهتمامه بتنظيف مساجد البلدة.
ونحن هنا من واجبنا أيضاً أن نكبر فيه هذا العمل الخيري والذي سيكون له رصيد في الآخرة ومفخرة وعز في الدنيا ونموذج يقتدى به من قبل رجال المجتمع كباراً وصغاراً لأن الله تعالى وفقه لخدمة بيوت الله وهو من أعظم التوفيقات الإلهية والتي تستحق الشكر منه لله تعالى على حصول هذه النعمة الكبيرة والخدمة العظيمة.
ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: “من وقَّرَ مسجداً لقي الله يوم يلقاه ضاحكاً مستبشراً وأعطاه كتابه بيمينه”. [بحار الأنوار ج 81 ح 97].
وورد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: “مَن كَنَسَ المَسجِدَ يَومَ الخَميسِ ولَيلَةَ الجُمُعَةِ ، فَأَخرَجَ مِنهُ مِنَ التُّرابِ ما يُذَرُّ فِي العَينِ ، غَفَرَ اللّهُ لَهُ”. [وسائل الشيعة ج 3 ص 511].
وورد عنه صلى الله عليه وآله: “إنَّ الَّذينَ يَلتَقِطونَ القَذى مِنَ المَسجِدِ، هُمُ الَّذينَ يَلتَقِطونَ الياسمينَ فِي الجَنَّةِ”. [أخبار مكَّة للفاكهي ج ۲ ص ۱۲۸].
وورد عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله في بَيانِ ما رَأى في لَيلَةِ المِعراجِ مِمَّا كُتِبَ عَلى بَعضِ أبوابِ الجَنَّةِ: “مَن أحَبَّ ألَّا تَأكُلَهُ الدِّيدانُ تَحتَ الأَرضِ فَليَكنُسِ المَساجِدَ”. [بحار الأنوار ج ٨ص ١٤٥].
بوركت هذه الأنامل وهذه الأيادي الطاهرة التي بذلت جهدها وواصلت عملها في خدمة بيوت الله وخدمة المؤمنين، ورفع الله شأنها دنيا وآخرة وأطال الله عمره في أحسن حال وأتم الصحة والعافية، والحمد لله رب العالمين.