الله قال… والحسين قال

قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة).

هذا كلام الله وتفسيره لدى المفسرين، مع أن الآية ذكرت في ترك الإنفاق في الجهاد، إلا أن مفهومها واسع ويشمل موارد كثيرة، منها أن الإنسان ليس له الحق في اتخاذ الطرق الخطرة في السفر أو غيره، وأن يكون محتاطاً، كما لا يجوز له أكل شيء متوقع فيه السم، وتقولوا بذلك توكلنا على الله وأنتم متيقنون من الخطر، ونعم من توكل عليه.

فقط هذه بعض الموارد، وبذلك أنتم تفعلون كما قال بعض الجهلاء عن الحسين آنذاك بأنه رمى نفسه للتهلكة في كربلاء، وإنه مصداق لهذه الآية، سورة البقرة ١٩٥، فلا تدعوا سبط رسول الله وتدعونا للجهلاء عرضة.

إذاً في زمن الكورونا أو وأي وباء معد تضع الطبيعة الفرد في وجه المسئولية العامة لزاماً، ولا ينبغي لك إلقاء النفس في الخطر.

وفي زمن الوباء والتقائه بزمن ذكرى الحسين عليه السلام، يجب عليه تكثيف المسئولية، إذاً هناك تبعية على عاتقه يجب عليه أن يكون أميناً عليها مخلصاً وفياً.

والأمانة هنا بمعنى أن يحفظ روحه وأرواح من حوله من هذا الوباء، والإخلاص هو أن يكون صادقاً مع نفسه قبل غيره إن كان مصاباً أو مخالطاً أو حتى لديه واحد بالمائة احتمالية إصابته من أي تجمع ولو بمطعم، ويجب عليه الامتثال لقوانين الابتعاد.

والوفاء هنا وفي هذا الزمن أن لا نخون وطننا ولا من هم حولنا في كسر القوانين والتجمع اللا محترز بحجة كلنا محصنون أو كلنا غير مصابين، بل يجب عليك أيها الموالي أن تشجع من معك في البيت بإحياء هذه الشعيرة العظيمة في بيتك وفي كل بيت، وتقتصر على العائلة سواء بسماع المصاب عبر المواقع المختلفة أو قراءتها، وهذا يجعل للحسين أمكنة كثيرة تنار فيها ذكره بأبي هو وأمي ولم لا.

أنا أعي وأدرك أن خطواتنا نحو الحسين لا يعادلها شيء من الثواب إلا إن كان الثواب أعظم وأسمى ألا وهو حفظ أرواح الناس، وهذا ما ابتغاه الحسين قبل معركته “كربلاء الشهيرة”، حفظ الدين وحفظ الأرواح إن أمكن ذلك.

كل بيت فيه أرواح وأنت الذي تتنقل من مجلس لآخر أو تذهب فقط مجلساً واحداً ولا تعلم الذي فيه أين تنقل ومن أين هو آت وهل قابل مصابا أو مخالطا وووو … والقائمة تطول، فتكون المذنب الأوحد إن فارق الحياة ممن حولك.

وهذا الفعل لا يدخل ضمن التضحية للحسين البتة، بل وأن الحسين ليمقت الأذية، وبذلك إن كسرت مبادئ الحسين وقيمه، إذاً لماذا تحيي ذكرى مصابه؟!!!

قيم الحسين ليس حضور المجالس التي يقام فيه عزاؤه، قيم الحسين وعزاؤه هو أن لا تؤذي الدين ولا تؤذي عباد الله وأن تكونوا زيناً لهم لا شيناً عليهم.

والآن، هل تريد أن تعرف ماذا قال الحسين؟ حسناً، الحسين يقول ويفعل كل ما يقوله الله، فهل أنت ستقول وتفعل ما يقوله الله؟!!!

أختي وأخي.. كونوا حسينياً وحسيناً.



error: المحتوي محمي