لا يمكن اختزال أهمية وفوائد التطوير الذاتي في مقال واحد وإنما يحتاج لمجلدات حتى نستطيع أن نعرف أهمية هذا العلم فهو السهل الممتنع والذي يوهمك بأنكك قادر على تناول مواضيعه بأريحية وسلاسة ولكن تتفاجأ بالكم الهائل من التساولات في عمقك الداخلي ولا يمكن أن تكمل دون أن تجيب عن هذه التساؤلات مهما كان حجم وأهمية هذه الأسئلة وهي التي تفتح الطريق أمامك لتزداد معرفة عن الذات، حتمًا يتبادر إلى أذهاننا عناوين كثيرة فبعضها إيجابي والآخر سلبي، ومن أهم تلك العناوين المهمة للتطوير هو التقييم الذاتي ونتساءل هل بادرنا ولو لمرة واحدة أن نخضع أنفسنا للتقيم الذاتي؟ بمسطرتنا نحن دون انحياز عواطفنا نحو تقييم (فكري،ثقافي، مهني، اجتماعي، صحي) لمعرفة قدراتنا وإمكانياتنا بعيدًا عن تأثير الآخرين.
آن التقييم الذاتي تقنية احترافية تساعد على تحقيق أهدافك الشخصية والمهنية والاجتماعية والصحية والتحسين و التطور في جميع الأنشطة الحياتية، ويساهم في قبول تقييم وملاحظات الآخرين بمقارنة وإسقاطة على تقييمنا الذاتي لنتأكد من ذلك.
وقبل المبادرة يجب أن يكون لدينا القدرة والمعرفة اللازمة بالأدوات المستخدمة للتقييم الحيادي الموزون وألا يتحول إلى جلد الذات وظلمها بعيدًا عن الهدف من ذلك ويكون عائقًا للتطور وانطواء النفس حول نفسها.
لنتمكن من ذلك يجب معرفة الأهداف الرئيسية لحياتنا المهنية أو الشخصية وكيفية تحقيقها وقياسها بفترة زمنية محددة لذلك، منسجمة مع بعضها.
من المؤكد أن بعض السلوكيات السلبية داخلنا هي عوامل مساندة لتطورنا، تحتاج إلى دراسة وتحليل ووضع آلية للابتعاد عنها بشكل متدرج وإذا اعتقدنا أنه سنتخلص منها سريعًا سنصاب بخيبة أمل مؤثرة في التقدم والتطوير الذاتي، لذا يجب التعامل مع الصعوبات ونقاط الضعف بكل صدق واحترافية ولا نعيش الوهم مبالغًا بإنجازات لا علاقة لها بالواقع والمبادرة إلى إيجاد الحلول المناسبة لذلك وتحويلها إلى نقاط قوة وبداية انطلاقة فاعلة نحو الأهداف المخطط لها دون أي تردد ولا خوف من المستقبل.
أتمنى أن يساعدنا هذا الأسلوب لاكتشاف النواحي التي يجب تغييرها وتحسينها، وتحديث مسار حياتنا حسب المعطيات الجديدة وأن نكون واثقين من أنفسنا وتحدي الصعاب التي تواجهنا.
أتمنى المبادرة للتقييم الذاتي!