مرت بظرف الإصابة بكورونا دون أن تعلم أنها الإصابة إلا في وقت متأخر في الساعات الماضية، قبل تلقي النتيجة كانت تمارس نشاطها الاعتيادي وأداء مهامها إلى أن حطت رحالها في وسط مجموعة من الزميلات يجمعها معهم هدف ديني واحد حينها كانت تحترز بالابتعاد عن كل من حولها احترازًا منها لا لعلمها بالإصابة بل لظنها أن لديها عارض إرهاق أو رشحًا اعتياديًا بعدها عادت لمنزلها وبعد مضي الـ٣ ساعات تقريبًا وإذا بها تتلقى رسالة نتيجة الفحص الطبي الإجابية والتي أخذت دون قناعة بوجود فيروس بل بإلحاح ممن حولها من الأسرة!
حينها أرادت أن تعمل بالإجراء السليم وإبراء الذمة وهو أخبار المجموعة التي اختلطت بهم طوال الفترة السابقه وهي حاملة الفيروس بالنتيجة لأخذ الإجراء اللازم للاطمئنان. كانت الصدمة كبيرة وردة الفعل قوية وتمت مواجهة الموقف بطريقة غير مقبولة تجاه المصاب كتابيًا كان أو كطرح نصيحة أو ما شابه مما اضطره للخروج من تلك المجموعة متفاديًا الموقف وحفاظًا على الود والهدف الذي يجمعهم في تلك المجموعة ولحين يهدأ الوضع من وقع الصدمة عليهم، ورغم أن المجموعة على قدر بسيط من الالتزام بكل الاحترازات إلا أننا نقول حدث وحديث يذكر؛ في صدد هذا الطرح أود أن أوجه رسالة وهي: إننا لابد أن نتحلى بالأسلوب الأنسب في تعاملنا في المواقف التي تواجهنا من الآخرين سلبية كانت أو إيجابيه وعليه عنونتها “بالموروثات”.
كون “الإنسان يولد صفحة بيضاء فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه” حيث إننا وفي الظروف الطبيعيه والسلوك المتخذ والذي
توارثناه من أجدادنا وأسلافنا بما يسمى في علم الوراثة بالوراثة الجينية وأيضًا الوراثة في العادات السلوكية التي تحمل قيمة وطابعًا في حاضرنا وتعلقنا بها وأيضًا كالملابس والأواني وبعض المعتقدات والعادات والتقاليد، وهذه من الأشياء المحببة لدينا ونتركها موروثًا لأجيالنا إذا كان لديهم حس شعبي موروث يتمسكون به كأي مقتنى له صدى الماضي، ومن ضمن هذه الموروثات الشعبية المتأصلة بقيت في سلوكيات البعض من خلال الأسلوب التربوي البدائي والذي لم يتمكن من أن يتخلى عنها ويتحضر بتحضر الأزمان بها هي فن التعامل مع الآخرين؛ من أسلوب التعامل مع الآخر وبقيت هي أيضًا للأسف كموروث تقليدي تربوي من الأجيال السابقة مغروسة في شخصية البعض ولم يستطع التخلص منها ويستبدلها بأساليب أكثر تحضرًا تناسب الأجيال التي نعاصرها ليكسب بها من حوله، ولا يشعر بالنفور والرفض في محيط مجتمعه. وها هي في قاموس ومحيط تعاملاته الاجتماعية المكتسبة من الأجيال السالفة.
وعليه نقول: “كما كان لأسلافنا موروثات مادية ومحسوسة قديمة وفي ذاتها جميلة وذات طابع حسن يجب علينا التمسك بها لتبقى ذكرى يتوارثها الأجيال جيل بعد جيل. هناك أيضًا كانت لهم من العادات والمعاملات السلوكية البسيطة السجية في شخصياتهم والتي تركت طابعها في بعض الأجيال اللاحقة بها وتركت أثرًا في شخصياتهم ووصل بهم لمرحلة القناعة أن تكون هي الأجدر في التعامل بها مع الأخرين.
مثال: (التدخل في شؤؤن الآخرين، والقال والقيل) فهنا يتحتم علينا إزالة هذا الطابع واستبداله بطابع حسن في تعاملاتنا، بإعطاء بعض الدروس الأخلاقية من خلال تعاملنا نحن شخصيًا نؤدي بها رسالة للآخر وبذلك نستبدل مكانه أسلوبًا وفكرًا أرقى في التعامل مع الآخرين ونطمس الفكر البسيط بفكر أرقى ونستخرج من ذاك البئر ما يمثل الذهب والفضة وكل شيء ثمين ونخرجه من دائرة الاقتباس التقليدي في كل سلوكياته.
دامت أيام الجميع كلها خير وصحة وعافية.