
عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة: ونحن نمر بهذه الجائحة الصحية حول العالم و انتشار فيروس كورونا في جميع أصقاع الأرض، نصطدم بكثير من المقولات التي تتداول بين الناس في حجرات التواصل الاجتماعي، فيها ما هو صحيح وأخرى من خيال الكاتب، حيث لا تستند على دليل علمي يثبت صحتها، وللأسف الناس تسهم في نشرها دون وعي بمخاطر هذا العمل من بث الهلع والخوف بين الناس، أو نجد البعض يبدأ في التضخيم لبعض الآثار الجانبية التي تظهر مع ندرة حدوثها بالمنظور العلمي، ولا نستثني من ذلك ما يحدث مع لقاحات كوفيد والتي هي حديث المجتمع بين معارض ومؤيد.
لا أريد من حديثي هذا أن أقف مع هذا الطرف أو ذاك بقدر ما أريد أن تصحح المعلومة، فأنا شخصيًا قد أنهيت جرعتي اللقاح والحمد لله.
هناك انتشار لمعلومة تروج لخطر أخذ أي نوع من أنواع التخدير؛ موضعيًا كان أو عامًا بعد تلقي جرعة لقاح كوفيد قبل مرور 30 يومًا من أخذ الجرعة، وأن التخدير فيه خطر على حياة المريض قد يؤدي إلى فقدان الحياة، وساق المنشور حادثة لشخص فقد حياته بعد جرعة تخدير موضعي لشخص حصل على جرعة اللقاح من قريب، دون أي دليل علمي.
قمت بالبحث في عدة مصادر ومواقع طبية عن حقيقة إن كان هناك رابط بين أخذ اللقاح والتخدير واتضح لي أن هنالك لبسًا وخلطًا كبيرًا في الموضوع لدى الناس، حيث إنه حتى الآن لم يثبت علميًا أن هنالك تعارضًا من إعطاء التخدير إلى المتعافين من مرض كوفيد أو من تلقى اللقاح أو أن يوجد تهديد لحياتهم.
لكن توجد توصيات من عدة جمعيات طبية منها الجمعية الأمريكية لأطباء التخدير بتأجيل إجراء العمليات الاختيارية حسب شدة الإصابة بكوفيد؛ فينصح بتأجيل العملية لمدة 4 أسابيع إذا كان المريض عانى من أعراض خفيفة أو لم يشعر بأعراض وهذا ما ينصح به أيضًا في حالة الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي بغير الكوفيد، أما في حالة الإصابة الشديدة فينصح بالتأجيل إلى 12 أسبوعًا حتى يتم تعافي المريض تمامًا.
ماذا عن من أخذ اللقاح؟ هنا ينصح بالتأجيل لمدة أسبوعين، ولكن لماذا؟ إن العمليات الجراحية والتخدير لها تأثير على فعالية الجهاز المناعي لدى المريض، مما يؤثر على فعالية اللقاح والذي هو في حاجة لأسبوعين للحصول على المناعة المرجوة؛ لذلك يعتبر متلقي اللقاح حاصلًا على المناعة كاملة بعد أسبوعين من الجرعة الثانية لفيزر أو جرعة لقاح جونسون ولا علاقة للتأخير بوجود خطر مباشر على حياة المريض.
نحن نتعامل مع وباء جديد، فليس من الغريب أن ما نجده اليوم ممنوعًا يصبح غدًا مسموحًا به والعكس صحيح، فهناك تحولات جينية تطرأ على الفيروس وتغير من طبيعته وطبيعة المرض.
خلاصة الموضوع أنه لا بأس من إجراء العمليات الجراحية والتخدير بعد أسبوعين من أخذ اللقاح. حفظ الله الجميع.
المصادر:
الجمعية الأمريكية لأطباء التخدير ASA
Centers for disease control and prevention (CDC)
د. بشير عبدالله السنان – استشاري تخدير