الموت يواصل اغتيال رموز القديح ما إن يوارى الثرى واحد حتى يتبعه بآخر ففي يوم الثلاثاء ١٤٤٢/١٢/١٧ هجرية استيقظ أهالي القديح على سماع نبأ محزن وهو نعي الوجيه الحاج/ سعيد علي آل مرار الرجل المعروف اجتماعياً بشخصه وأعماله والذي يعتبر ابنًا للكبير وأخًا للشاب وأبًا للصغير.
كان رحمه الله يتعامل مع كل الأجيال ومع كل التيارات بما يناسب العمر والعقل والموقف خادمًا لمجتمعه في كل مواقعه الدينية والدنيوية، يتسم الفقيد بأخلاق عالية جداً قل أن نجدها في غيره، رجل كافح معارك الحياة بعقله وبدنه حتى تغلّب وانتصر عليها وجعل من المستحيل ممكناً، وكان شيخاً موقراً بين أسرته وصحبه ومجتمعه له أعمال فردية ومجتمعية ربّى أبناءه على الإيمان والبر والتقوى وفي طليعتهم ابنه الأكبر “محمد” الاجتماعي البارز المعروف في محافظة القطيف والبار بأبيه إلى حد الإحسان به يفدّيه بنفسه وولده القائم على خدمته لا يأكل أو يشرب دونه يصاحبه خادماً أينما أراد الذهاب قد لا ترى بين مجتمعنا اليوم من يبر أباه كمثل هذا الابن لأبيه ومن أبنائه أيضاً “علي” زعيم الشباب ومحبوبهم مهذب الأخلاق والتعامل وبقية الأبناء تتبعهم.
وبفقد أبي محمد يُسدل الستار على غياب شخصية قديحية مميزة بمعنى التميز رحمه الله وجازاه إحساناً عن صالح أعماله وأسكنه فسيح جناته في رياض الخلد روح وريحان وجنة نعيم وربط على قلوب فاقديه بالصبر والسلوان “وإنّا لله وإنّا إليه راجعون”.