أيا توأمَ الرُّوحِ والجسدِ
ويا تحفةَ الحُبِّ في خَلَدي
ويا بِدعةَ الحُسنِ .. جوهَرُهُ
تسَامَى كنجمٍ بِلا عمدِ
أنا ما نَسيتُ الهوَى أبداً
أتنْسَى الرُّؤَى رفقةُ البلدِ !..
وبالأمسِ كنّا .. وكانَ لنا
منِ الذكرياتِ السَّنا الغرِدِ
وكنّا رضاباً وعطرَ هُدًى
وكنّا رِياضاً لِمُرتَفِدِ
وكنّا صفاءً تُبارِكهُ
يدُ الغيبِ، أحلى مِنَ الرغَدِ
أما كنتَ رمزاً نهيمُ بهِ
– بدنيا القوافي – هيام صَدِ؟
وبوحاً مِنَ القلبِ نعشقهُ
لآلِ الهُدَى سادةِ الأبدِ
ونبعاً مِنَ الشعرِ أسكرنا
بسلسالهِ العذبِ والمددِ
وخلّيتني أدمعاً هطلتْ ..
أ جازيتَنِي بالنّوَى الأبدي !
وبدّدتَ شملي بلا سَبَبٍ
وسِرتَ بروحي إلى بَدَدِ
إلامَ انفصلتَ ؟.. ألستَ تَرَى
ندِيّ الأماني بِراحِ يدي
وحُلماً نسجناهُ مملكةً
مِنَ الفنِّ يحلو لمرتفدِ
فـ ” عشّ البيانِ ” ارتقى قمماً
ولكنْ تناءى كـ مُفتقَدِ
فطيرٌ هنا لستَ تنظرَهُ
وطيرٌ توارَى ولم يَعُدِ
إلامَ انفصلتَ ؟.. ألستَ ترى
خليلاً تلظّى بمتَّقِدِ
كأنِّي ونارُ النَّوَى جثمتْ
سقاني الرّدى مُرَّةَ الكمَدِ
فيومي ليومِكَ مُنتفضٌ
وأنتَ تغنِّي ليومِ غدِ