ارتبط مصطلح الأحياء العشوائية بعدة سمات منها محدودية دخل سكانها ومعدلات الجريمة العالية نسبيًا وحالات تعدٍ على الشوارع وتكدس وسيطرة للعمالة الأجنبية وتغيير طابع الحي بطابع آخر قريب من طابع أحياء سكان الحي في وطنهم.
في محاولة للمقارنة أجد أن الأحياء (العشوائية) في محافظة القطيف أفضل حالًا بالمقارنة مع كثير من الأحياء العشوائية في مدن المملكة المختلفة، فهي على سبيل المثال تحظى بمعظم الخدمات العامة، وتمثل هذه الأحياء قيمة معنوية لدى الأهالي كونها لا تزال محتفظة أكثر من غيرها بالعادات التراثية التي تمثل جزءًا مهمًا من التراث غير المادي للمدينة، بل حتى نمط المعيشة بها لا يكاد يختلف كثيرًا عن حياة الماضي، ولا تعاني هذه الأحياء من سيطرة العمالة الأجنبية فكل أو معظم الأحياء العشوائية في القطيف يقطنها أهلها فقط إلى الدرجة التي تجد أن معظم تلك البيوت يسكنها أحد أفراد العائلة الأصلية مالكة المنزل أو قريبًا منها أو عن طريقها وتكون في معظمها إما بإيجار رمزي أو دون أي مبلغ نظير السكن بها. ولأن نمط الجيرة القديم هو النمط المسيطر فالجريمة تكاد تكون منعدمة بها، ولا تعاني هذه الأحياء من مشكلات مركبة أو معقدة.
لكن هذه الأحياء تعاني من مشكلة رئيسية وهي الاختناقات في عدم سهولة وإنسيابية الدخول إليها والخروج منها، وهي بالرغم من صغر مساحة بيوتها إلا أن مشكلة عدم وجود ساحات أو فراغات تشكل متنفسًا لهذه الأحياء المكتظة سكانيًا هي مشكلة حقيقية لهذه الأحياء. في جزيرة تاروت الأم؛ كمثال هناك شريط يطل مباشرة على الواجهة البحرية ممتدًا من بلدة الزور مرورًا ببلدة سنابس وانتهاءً ببلدة دارين وكلها بلدات بحاجة ماسة لفك الاختناقات في وسطها عبر توسعة شوارعها المتصلة بالواجهة البحرية لتحقيق تنمية محلية مستدامة.
إن فك الاختناقات التي تعانيها الأحياء العشوائية من خلال فتح مداخل للحي وتوسعة الشوارع هو البداية الطبيعية الأسهل والأسرع والأقل كلفة لعمل تطوير حقيقي لهذه الأحياء لتتحول مثل هذه الأحياء لنقطة جذب في المدينة بدلًا من تعزيز البيئة الطاردة بها.
عملية فك الاختناقات رغم كل إيجابياتها الكثيرة على المدى القصير والطويل على حد سواء، إلا أنها أصبحت مؤخرًا يكتنفها بعض السلبيات الطارئة وأهمها متعلق بعملية التقييم لهذه المنازل الذي على أساسه يتم نزع الملكيات وما يحدثه من صعوبة لأصحاب المنازل للحصول بقيمة التعويض على سكن أو استثمار يمكنهم أو يتماشى مع مستوى حياتهم قبل عملية نزع ملكيات منازلهم.