لم يكُن هذا الصَّباح جميلًا، كروعة الصَّباحات، فقد جاء مُحتضنًا بين شُرفاته ما أحزن القلب، وأسقاه مرارة الفقد، لتُخبرنا نسماته، بأنَّ الحاج سعيد الزَّين، الشَّاعر الذي، يسكُب القصيدة نبضات قلبه، وخلجات رُوحه، مُغرمًا بعُشقه، ينسجه، كأنَّه الدَّمع، يُحدق في العشق، ليُعانقه خادمًا في مأتمه، قد فارقت روحه الحياة.
إنَّه صباح حزين، أيُّها الحاج المُؤمن، وبفقدك، تفقد القُديح قلبًا أحبها وعشقها بكُلّ كيانه، وعبير ظلّه، وأبجديته الطَّرية الدّفء، وعنفوان القمم الشَّماء.
أيُّها الإنسان المُؤمن، والخادم الطَّيب والمُتواضع، الآن، تمر بذاكرتي تلك الأيام، التي كُنا نسمع فيها من شفتيك الشّعر، ونتنفس عبقه وإنسانيته.
كم كُنت كبيرًا بأخلاقك وتواضُعك، ليشعر من يُجالسك بأنَّه يحظى بكُّل الاهتمام من قبلك.
أيُّها الإنسان المُؤمن، الموت يُغيب الإنسان جسدًا، ليكُون حاضرًا بما يحمله من زاد، أتقن إيداعه في سجل حياته، ليكُون مقصدًا للآخرين، يتعلمون من سيرته النَّقاء، ومن أبجديته طُهر المعنى، ومن نبعه صدق العطاء، ومن حُبه للنَّاس وخدمته لهم، نور أن يكُون الإنسان خادمًا.
ستظل ابتسامتك، التي تُصافح بها كُلَّ من تلقاه في ذاكرتنا، نستلهم منها التَّواضع، وخدمة الآخرين.
لقلبك السلام، ولقُديحك، التي لن تنساك من ذاكرتها كُلَّ المُواساة على رحيلك المُؤلم.