من أجمل وأبسط الأشياء التي يقدمها الإنسان إلى غيره هي الكلمة الطيبة، وهي الدواء المعالج لجميع أمراض الحقد والكراهية وسوء فهم الآخر، والإكسير الذي يقارب بين المتباعدين ويؤلف بين المتباغضين، والتي قد تترك أثراً كبيراً قد لا يزول مع مرور الأيام والسنين.
حيث إنها كلمة طيبة نقولها وفعل طيب نقوم به مع الآخرين فيدوم ويدوم، بل ويعطي النور ويغطي كل الظلام الذي قد يمرره الشيطان بيننا، وهي مفتاح لأسماع القلوب لأنها تدخل دون استئذان وبلا أدنى تحرز ويعطي الاهتمام والإنصات الكاملين للإنسان.
ومما روي عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: “اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فـ بكلمة طيبة”، الكلام الطيب يؤثر في الإنسان قائلاً كان أو سامعاً بل ومن يحيط بهما أو من يصل إليه، بل وله قدرة على إزالة الشوائب من النفوس المريضة والضعيفة وبل له القدرة على تطهير القلوب من الأمراض وغسل الضغائن والأحقاد من قلوب الناس بشكل عجيب، وهذا ما كان يفعله النبي الأكرم “صلى الله عليه وآله” مع أهل بيته وأصحابه وحتى أعدائه.
ولنا خيرُ مِثال في قصة النبي محمد “صلى الله عليه وآله” والجار اليهودي الذي كان يؤذيه ولا ينفك عن ذلك تارة بالكلام السيئ وأخرى برمي الأوساخ أمام بيت الرسول “صلى الله عليه وآله” وقد حاول أصحاب النبي ضربه وطرده، ولكن كان كلام النبي واحداً: “ما لكم وللرجل، أنا خصمه وأنا أعالجه”.
بقي النبي يعالج الرجل بالكلام الطيب والصبر الجميل حتى آمن الرجل بدين النبي وكفر بدين اليهود.
وفي ختام نحمد الله على هذه النعمة العظيمة التي قد تغير من نفوس الناس ببساطتها، سبحان من جعل هذه الكلمات الطيبة مثل الورود في قلوب الآخرين وجعلها صدقة.