يبدو أن عقول الرافضين للأخذ بالأسباب من عدوى وباء كورونا والالتزام بالاحترازات الوقائية تحتاج إلى تلقيح، لكي تغطي الثقافة الصحية عقول الكثير من الناس، ويتخلون عن هوس التخيلات غير العقلية والعلمية التي تجعلهم يقبلون بأخطار الوباء مقابل التخلي عن الوقاية منه!
الاستهتار بالأسباب المؤدية إلى الهلاك وعدم الاتعاظ بما نراه أمام أعيننا من حوادث، فربما يقع حادث مروري مروع أمام عينك بسبب السرعة الزائدة، وترى فيه المصابين وربما الضحايا ممددين على الأرض، فنقف محوقلين من هول الحادث وما أن نركب سياراتنا لمواصلة المشوار إلا ونعود إلى تهورنا في القيادة وكأن شيئًا لم يحدث ولا يمكن له أن يتكرر!
حملة التوعية التي قامت بها وزارة الصحة في الوطن الغالي بنشر ثقافة الوقاية من خطر فيروس كورونا لم تأت من فراغ بل لمعرفتها بخطره، وإن خطتها منذ بداية الجائحة كانت محكمة وناجحة في مواجهة الوباء، والتي جعلتها من أوائل الدول رقياً في تعاملها مع الجائحة وحماية مواطنيها منها، كما عملت بكل ما لديها في سبيل توفير اللقاحات ضد فيروس كورونا، وحث الناس بالمسارعة في أخذها لحمايتهم من مضاعفات الإصابة بالوباء.
الوباء موجود ولا يزال يحصد أرواح الناس، فالأرقام المتصاعدة للوفيات والمصابين بفيروس كورونا بين مختلف فئات المجتمع في منحنى تصاعدي بالرغم من تحذيرات المختصين في وزارة الصحة بأن الفيروس أصبح أكثر شراسة من سلالاته الأولى فاحذروه، لكن للأسف فإن حالات الاستهتار بالتجمعات في المولات والأسواق وفي المزارع والاستراحات وفي بعض المناسبات الاجتماعية موجودة، والذي سوف يدفع فاتورتها الناس الأبرياء الذين ربما يصابون بالوباء، وهذا يكشف حالات الجهل بمعنى الوباء عند الكثير من الناس في المجتمع.
العودة القوية للإصابات والوفيات بين عموم الناس من الموجة الثالثة تبدو طبيعية طالما لم يُعمَل بالاحترازات الوقائية وأهمها لبس الكمامة، والتباعد الاجتماعي، وعدم المصافحة، وطالما أن الكثير من الناس عادوا لحياتهم الطبيعية، وكذلك عزوف البعض بعدم أخذ اللقاح المتوفر في المراكز الصحية والكثير من الأماكن التي حددتها الدولة رعاها تعالى، وكأن اللقاح الذي تم إعداده على أيدي علماء في مختبرات علمية أخطر من الفيروس الذي يفتك بالجهاز التنفسي للمصاب.
ختاماً، إننا نحتاج مزيداً من الوعي ليكون عنوان المشهد في مجتمعنا، والتعامل بحذر مع هذا الوباء الذي غيب الكثير من الناس يرحمهم الله تعالى، وعدم الانجرار وراء الإشاعات غير العلمية التي يطلقها مغردون عبر وسائل التواصل، وأن تكون الإجراءات الاحترازية حاضرة في كل مكان حفاظاً على الأنفس من هذا الوباء.