على منصة الخنيزي.. الدكتور بدر المُصطفى لـ الحاج: توقّع مصادفة اللامبالين بالاحترازات.. وركّز على نفسِك

أوضح الدكتور بدر المصطفى أنّ فريضة الحج هي فترة وقتية مليئة بتغيرات كثيرة يحكمها تغيّر نمط الحياة بالسفر إلى مكة المكرمة، وهذا السفر يرتبط بواجباتٍ وطقوسٍ معينة والتزامات كثيرة في الزمن والأمكنة، ممّا يتطلّب تحضيرات سابقة ووقاية من الأمراض التي لا يمكن التغلّب عليها جميعها، ولكن يُمكن محاربة الكثير منها وخاصة المُزمنة منها باللقاحات والنظافة والاهتمام؛ وخاصةً في وقتنا الحالي الذي يستلزم لقاح كوفيد 19.

جاء ذلك في الحوار المباشر للدكتور المصطفى عن صحة الحاج في موسم الحج، الذي أقيم على قناة إنستغرام المدرّب محمد الخنيزي يوم الثلاثاء 13 يوليو 2021.

أدوية عامة وخاصة
وبيّن المصطفى أنّ الحاج يحتاج إلى أدوية بعضها عامة وأُخرى خاصة وبعضها الآخر عارضة شائعة كأدوية الصداع والإمساك مثلاً، مشيرًا إلى أن أصحاب الأمراض المُزمنة كمرضى السكري والضغط والحساسية وفقر الدم المنجلي والالتهاب الرئوي يلزمهم حمل أدويتهم الخاصة معهم بشكلٍ كافٍ وتقسيمها في أمكنة متعددة تحسُّبًا لأي طارئ كضياع حقيبة اليد أو تأخُّر الحقائب في المطار.

وشدد على من يحتاج لحفظ الأدوية كالأنسولين التنبه لهذا الأمر، وكذلك قطرات العين التي تحتوي على الكورتيزون أو الخاصة ببياض العين لأنها أدوية حساسة، مؤكدًا على الحاج استبصار هذا الموضوع جيدًا.

أدوية الحج
وأكدّ أنّ الحاج يحتاج إلى الأدوية الحديثة كأدوية الإجهاد نتيجةً للمشي الطويل في الحج والذي يُسبّب شدّ العضلات، ولهذا فمن الأفضل للحاج أن يتريّض قبل الحج؛ ليرفع درجة اللياقة البدنية لديه ولا يشعر بالإجهاد.

وقال: “إنّ شرب الماء بكميةٍ كافية مع حبوب المغنسيوم مفيد جدًا لتقليل ألم شدّ العضلات، إضافة لتناول الكالسيوم، ولا بُد من شرب الماء بصورة مستمرة لسد حاجة الجسم، والتأكُّد من أخذ الجسم كفايته من حاجته للماء ببهتان لون البول”.

قِ بشرتك
وأرشدَ المصطفى الحجاج الذين تتطلّب حالاتهم وضع واقٍ للشمس إلى ضرورة الرجوع للمرشد الديني لمعرفة الحكم، على أن يكون ذلك أيضًا قبل الإحرام، لأن مفعولها قد يستمرُّ ليومٍ وأكثر.

وذكر أن هناك أيضًا من يعانون من السمنة والمدخنين والمُصابين بداء السكري، مبينًا أن هؤلاء معرّضون للاحتكاك في المناطق الحساسة، ويحتاجون للواقيات والعلاجات قبل الإحرام مع مراعاة المحذور الشرعي، منوّهًا بأنّ علاج جفاف البشرة يكون بالكريمات المناسبة وشرب الماء الذي يّعدّ كالسحر في علاجهِ للجفاف، وخاصة في منطقة مكة المكرمة المعروفة بجفافها مما يتطلّب شرب الماء أضعاف تواجدهِ في المنطقة الرطبة.

مشكلات الجهاز التنفسي
وذكر أنّ الحاج بإمكانهِ تناول البندول عند شعوره بأوجاع الرأس أو رشح الأنف، على ألا يزيد على حبتين خلال 4 ساعات، وإذا اشتكى من الرشح الكثير أو الكحة أو العُطاس فيُحسن له أخذ حبة الحساسية بأسمائها التجارية المختلفة، حتى ولو كان الأمر بسيطًا، فتدارك المشكلة يُعطي الدواء فاعليته أكثر.

الإمساك والإسهال
ونصحَ المصطفى الحاج حينما يُصاب بالإمساك بشرب الماء الكافي، وتناول الفواكه التي تحتوي على الألياف المنظّمة للقولون وحركة الأمعاء كالبرقوق والمشمش والزبيب الجاف، وإذا اشتكى الحاج من الإسهال فعليهِ مراجعة طبيب الحملة، منوّهًا بأنّ الإسهال الخفيف لا يحتاجُ للإسراف في استخدام الأدوية، كما أنّ الحرص على تناول الخضار الطازج المغسول جيدًا، واستخدام الليمون والخل في السلطات مع ذرة من الملح من شأنها قتل الجراثيم التي تسبّب هذهِ المشكلة.

الجانب الروحي
وطمأنَ الحاجَ الذي يظلّ قلِقًا من خوفهِ من حدوث الاضطراب أو العصبية في حجه، بأنّ الحج لا يمكن أن يكون بإيقاعٍ بارد، وكلما عاش الحاج هذه الاضطرابات والانفعالات كلما حصل له الاستحضار النفسي واستغفار الذنوب والبكاء واستشعار المعاصي، مما يؤدي للاسترخاء لاحقًا، فهو قلقٌ محمود، ومن مقاصد الحج العظيمة.

أخطاء الحجاج
وقسّم المصطفى الأخطاء التي يقع فيها الحاج إلى ثلاثة أقسام: فالقسم الأول يتعلّق بالأكل، مثل تناول الحاج الكثير من الأكل؛ كي يحلّل قيمة حجتهِ باعتقاده، وعلى الحاج في المقابل أن يأكل بقدر حاجته ويدخّر ما يُمكن ادخاره وتناول الفواكه والبسكوت كوجبة خفيفة، والابتعاد عن شرب السوائل قبل الأكل مباشرة أو معه، مؤكدًا على أنها يجدر شربها قبل الأكل أو بعده بوقت، مشيرًا إلى أفضلية أخذ أدوية المضغ للحموضة قبل الأكل أو بعده بنصف ساعة.

وأوضح أن القسم الثاني يرتبط بممارسة الراحة، فعلى الحاج تغطية عينيه عند النوم، والمشي في أماكن الظل لا الشمس، وتناول ما يحفّز الطاقة قبل أداء المناسك، مضيفًا أن القسم الثالث مرتبط بطريقة الإجهاد، مؤكدًا أن شرب الماء الكافي وتناول حبة المغنسيوم، وأخذ دقائق من الراحة عند الشعور بالإرهاق من شأنهِ أن يقي الحاج من الشد العضلي.

للنساء فقط
وأوصّى المصطفى النساء بضرورة الذهاب لطبيب حاذق عند الرغبة في تناول حبوب منع الدورة الشهرية يكون فاهمًا بمناسك الحج ومتطلباته وظروفه الوقتية والمناسكية، مضيفًا أنه يتوجب على المرأة أيضًا أن تعي الآثار المترتبة على استخدام تلك الحبوب.

ونصح الحاجات بضرورة شرب السوائل بكثرة كالينسون والنعناع وتناول الحبوب المعتادة عليها لتخفيف الألم لمن تعاني من آلام “وقت الإباضة”.

الرقابة المنتظمة
وشددّ المصطفى على أهمية الرقابة المنتظمة للحجاج بقياس الضغط والسكر بصورة يومية قبل أداء مناسكه، مع الحرص على شرب الماء بالاكتفاء.

الكمامات
وبيّن المصطفى أنّ على الحاج أن يتوقع الاختراق في الاحترازات بصورة كبيرة، وعليه أيضًا أن يركّز على نفسه بتطبيق الاحترازات من لبس الكمام والتباعد الجسدي وغسل اليدين، ناصحًا الحاج بأن يعتبر لبس الكمام واجبًا عليه في كل مكان إلا في حال نومه، واعتبار من معه في الغرفة ممن يثق بسلامتهم من محارمه، ومن عداهم من الأغراب، منوهًا بأن الكمامات أنواع كثيرة، ومن أفضلها الكمام الجراحي الذي يمكن استبداله، كما أنّ القماشي لا بأس به إن كانت طبقاته جيدة.

وركّز على أهمية لبس الكمامة بطريقتها الصحيحة التي تحقق الهدف، وذلك بلبسه من أسفل الذقن لنصف عظمة الأنف.

غسل اليدين والمعقمات
وأرشد المصطفى إلى أهمية استخدام معقمات الجل والبخاخ على حدٍ سواء، مبينًا أن الجل تأثيرهُ في الجفاف أقلّ من البخاخ، وأن معقمات البخاخ ضرورية جدًا عند أخذ الأدوات من الآخرين أو استخدامها، فالحاج معرّض في كل مكان للمس الملوثات كالمصاعد والحافلات وغيرها، ولذا فعليه أن يعقّم يديه كلما دخل أو خرج لمكانٍ ما.

مسك الختام
وختم المصطفى حديثهُ قائلًا: “إنّ المسألة الصحية ينبغي أن تُولى عناية فائقة، وما زالت هناك إصابات بين الحجاج الذين لم يلتزموا بالقوانين والتعليمات، فعلى الحاج ألا يحرم نفسهُ من هذا الشرف والمنسك، وألا يعرّض الآخرين للعدوى، وبدلًا من أن يُؤجر يُوزر، فالحج يؤخذ من منافذه، والمتصرف في الأبدان كالمتصرّف في الأديان”.

لمتابعة اللقاء كاملًا: (هنا).



error: المحتوي محمي