رجل من ضوء الحب

في رثاء الحاج الخطيب والأب الصديق الحاج الملا سعيد الخاطر” أبي ناصر” رحمه الله وحشره مع البرار

لا أدر كيف يبوح بي موّالي
والموت أدرك منْية الخيّال

لا أدر كيف أذيع همسةَ أحرفٍ
تنساب من أفق الصدى المتعالي

وأجيء وردك مفردا صوب الردى
متحررا من سطوة الأغلال

وأنا وجدتك ربّ خُلقٍ مولعا
بالحب حيث أصالة الصلصال

تشدو به نحو الفضيلة عارفا
بجماله نحو اكتمال خصال

وكأن عينيك التي هي ضحكة
تهب الحنان على تهيّب حال

تسمو على شرف المكان جلالة
تحدو النشيد تحية لظلال

ورسمت للمعنى الجميل مداركا
أعليتها في صحة استهلال

وردفت صحو الحب روحك كيفما
كان الكتاب حقيقة الأعمال

فلما استبقت الموت تلك منازل
أحييتها تمتدّ حبل وصال

ولما ارتحلت فربّ بعض معارج
لك في المدى ضوئية الأقوال

فبأيّ كنه قصيدة أرثي هنا
البلد القطيف الثر حال مآل

مازلت أسأل عن سناء تعلق
باسم “القديح” ولم يجبني سؤالي

أدري بأنك لن تجيب مسائلي
مهما مزجت محبتي بخيالي

إيه أبا “الدكتور ناصر” لو تشأ
سميّتَ كل العالمين ..”عيالي”

ولأنك الحاني بصوت أبوة
كنت الندى على كريم فعال

يا عين كل مودة أوردتها
وشرحتها بالعطف شرح موالي

كانت رسائلك المحبة كلها
للجيل نحو محبة الأجيال

واليوم هذي الناس فيك حزينة
حدّ اغتراب الموت والترحال

فاخلد بقلب الناس نبضة صادق
ومثقف يحدو على الأمثال

فلكم تقلدك الولاء منابرا
تعلو بها للفكر عند نوال

هذا عزائي حيث آل محمد
ذكر تبوح به بكل مقال

فلك الفراديس الفسيحة وجهة
المأوى بذات يمينها وشمال

ولك الحسين شفاعة مضمونة
في الغيب حيث محطة الآمال

فغدا لك العقبى بكل فضيلة
بيّنتها من سيرة الأبطال

فانعم بظلّ محمد وبآله
بين الجنان مُكوثراً بزلال



error: المحتوي محمي