المهندس الإنسان

تمر ذكريات الفقد وتمر معها أروع وأجمل مشاعر عشناها مع من فقدناهم للتو.

أحاسيس تتجدد وشعور الحزن يكون حاضرًا يسكن القلب، هذا ما شعرته حين وصلني فيديو عن شخصية رائدة بكل الصفات والقيم الإنسانية صنعه نخبة من محبيه ومن عمل معه بإخراج من جمعية القطيف الخيرية جزاهم الله خير الجزاء، شخصية أحبها الجميع وحزن لفقدها الجميع، كررت مشاهدة الفيديو عدة مرات وكلي إنصات لكل الكلمات التي خرجت بصدق أحاديثهم كانت تعني شخصًا كان جل همه أعمالًا ترتقي بالمجتمع الذي عاش فيه شخص وطني عشق تراب وطنه المملكة العربية السعودية.

وهنا بعد مرور 40 يومًا على رحيله يتذكر الجميع أدق التفاصيل التي قام بها من خدمات وعطاء ليس مثله عطاء، شخصية متواضعة لدرجة تخجل من بساطته ورقي حديثه واحترامه لمن يقابله، مرت أربعون يومًا على رحيل المهندس الإنسان عباس الشماسي (أبو فاضل رحمه الله).

المهندس عباس الشماسي رحمه الله الذي هندس أعماله الخيرية التطوعية بإنسانية قليل من يمزج بين دراسته وأعماله الخيرية ويستغل ما درسه لتنظيم وتنسيق أعماله الخيرية، لكن المهندس عباس الشماسي رحمه الله فعل ذلك وصنع التميز والنجاح لأنه عرف كيف يصنع الفارق بين أن تحمل شهادة وبين أن تطبق ما درسته على تلك الأعمال وبروح إنسانية بلا جمود أو نظريات، لمساته للعمل الخيري كان بابتسامته المعهودة منه ويقينا أنه رحمه الله كان كذلك بعمله الرسمي، كلماته حين تلتقيه توجيهاته كلها ظللها بالهندسة الإنسانية هنا يكمن الذكاء بالتواصل.

حين أتذكر أستقباله كأول فرد يستقبلك بنشاط أو مهرجان تطوعي خيري كن على يقين أن هذا الشخص يمتلك تلك القيم الجاذبة ويملك رؤية حكيمة وفريدة وعملًا إستراتيجيًا، رحمه الله كان على يقين بأن إنسانية التعامل الكلمة الطيبة والابتسامة للجميع هي التفوق والنجاح وتبقى بصمة لا تمحى من القلوب، المهندس الإنسان الذي تعامل مع الجميع بحب أخوة وعطف.

رحمه الله هندس لحياته ولحياة الآخرين طرقًا ومسارات معبدة بالأخلاق العالية ليتم الوصول للأهداف بكل أريحية واطمئنان ويسر. إن من تعامل معه شعر برقي أسلوبه وفهمه العميق حول قضايا العمل التطوعي، آن من جلس معه بنقاش ما يشعر أن أسلوبه وحديثه يغذي الروح قبل الجسد، وأن كل إجاباته ونقاشه يصب في المصلحة العامة ومصلحة الوطن وأن المزج بين التبصر والحكمة مطلوب لتتحكم بالمستقبل.

أخيرًا برهن للجميع -رحمه الله- على قدرته في خلق هندسة راقية للأعمال الخيرية التطوعية مثل التي جسدها في مكتبه وعمله الرسمي يقينًا رحمه الله المهندس الإنسان.

وأخيرًا سيبقى كل عمل مهما كان صغيرًا راسخًا في قلوبنا وعقولنا وستبقى مدرسة المرحوم المهندس عباس الشماسي باقية نتعلم منها كل ما هو رائد ورائع وستبقى ابتساماته وأحاديثه ممرًل لابتساماتنا وأحاديثنا التي تعلمناها من لطفه وسعة صدره وكل عمل إنساني سيذكرنا بشخصيته الراقية.

ألف رحمة لروحك الطاهرة المهندس الإنسان المرحوم عباس الشماسي.



error: المحتوي محمي