دعم السّيهاتي بطعم الليمُون

كان المساء، يشي بالحرارة، فاتجهت سراعًا، إلى شراء عصير بارد، بنكهة الليمُون بالنعناع، ليبعث في ذاتي وجسدي ارتعاشة الراحة، تُبعدني عن حرارة الجو، الذي أتعبني لحد أنّي أقع بين حرارة الجو، وتشغيل جهاز التكييف، حيث لا أقوى على البُرودة.

كانت الرَّشفة الأولى، والعصير بين أصابعي شهيًا، كعسل، تُشاغبه الشَّفتان حلاوة واشتهاء.

أوقفت السيارة بجانب الحديقة الغناء بالخُضرة، ليأخذني التّفكير في مُبادرة الدَّعم، التي قدَّمها الدّكتور عبد الله السّيهاتي إلى مُنتدى سيهات الأدبي “عرش البيان”، المُتمثلة بمبلغ 100 ألف ريال، لطباعة دواوين شُعراء المُنتدى.

يأتي الدَّعم بشقيه المادي والمعنوي، حاضرًا في مُبادرة الدّكتور السّيهاتي -وهكذا قرأته-، ويتمثل المعنوي منه، عبر استضافتهم، فاتحًا زوايا منزله، من خلال دعوة حملتها عينية، كطائر ألوانه، تُرفرف باتساع الشُرفات، إلى شُعراء المُنتدى، ليحتضنهم بكلماته المُحفزة، التي تُشعر الإنسان بأنَّها تحمل بين مسافات حروفها، حرفًا آخر، جاء ليُعانقها، ليسكب فيها حنان الأب ولمساته الدافئة، لترقى إلى تطلعاتهم، فلا يسعُك كُلمَّا رمقته عينيك، إلا أن تُصغي إليه أكثر، وتبتسم نشوة.

حقًا، ما أجمل أن تشعر بأنَّ هُناك من نبضاته، تهتم بك، وتُولي إبداعاتك الاهتمام، وتشُّد على معصميك، لتتقدم أكثر، وعليه فإنَّه لما للدَّعم المادي من فاعلية إيجابية على المُنجز الأدبي والثَّقافي، فإنَّ الدَّعم المعنوي لا يقُلُّ شأنًا عنه.

فكم أنَّ المُبدع، يحتاج إلى من يُغدق عليه الكلمات التي تجعله الأكثر أفُقًا وتألقًا، وتُفرش له السُبل، ليتميز أكثر، وينمو ظلَّه، ليكتمل.

من هذه الفُسحة واللحظة العابرة، وعصير الليمُون بالنّعناع، الذي شارف على الانتهاء، أراني أبعث هذه الكلمات إلى الدّكتور عبد الله السّيهاتي، شاكرًا له هذا الدّفء الجميل، الذي لم يأت إلى مُنتدى سيهات الأدبي فقط، لكنَّه أبهجنا، وأبهج كُلَّ مهتم بالثقافة والأدب، لندعو له بالتوفيق والنَّجاح، وأن يُعوضه الله خيرًا، لما فعله من خير، لخدمة الآخرين.



error: المحتوي محمي