بسم الله الرحمٰن الرحيم.. يقول الله تعالى في سورة البقرة: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة/ ١٥٥ – ١٥٧]
صدق الله العلي العظيم.
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.. البارحة تلقينا نبأ حزين مؤلم وموجع جداً هو انتقال أخينا وصديقنا ورفيقنا في الحضر والسفر الحاج حسن بن الحاج علي بن حسين بن ضيف العريض رحمه الله تعالى رحمة الأبرار ويسكنه فسيح جناته مع محمد وآله الطيبين الطاهرين عليهم السلام.
هذا الصديق كان أيقونة الصداقة الحقيقية حيث الإيثار والكرم هنا أستذكر موقفاً له في إحدى سفراتنا أُصِبنا بضائقةٍ مالية فما كان منه إلا أن تفضل بتوزيع ما في جيبه علينا نحن الثلاثة بكل محبة، نعم كان نعم الرفيق في السفر.
وله من المواقف الكثير للتدليل على كرم أخلاقه في السفر حيث كانت لنا ذكريات جميلة في جميع سفراتنا.
أما في الحضر فلقد والله كان يشاركنا أفراحنا وأتراحنا، لا يتأخر عن ذلك. كان معنا في دروب السفر لمدينة الرياض لمتابعة وإنهاء معاملاتنا، لم يتوان للحظةٍ في ذلك، أتذكر رافقنا ذات مرة مع مرضه وكان خير رفيق وصديق وفيّ.
هذه وغيرها من الذكريات الجميلة نُقِشَت في الذاكرة ولن تُنسى ما بقينا. أخونا وصديقنا ورفيقنا أبو علي كن على ثقة أن رحيل جسدك لا يعني غياب روحك الطاهرة عنا، ستبقى روحك تحلق مع أرواحنا حتى نلقاك في مستقر رحمة الله تعالى.
هذه كلمة مقتضبة تأبينية على عُجالةٍ لك أيها الصديق الذي يؤلمنا فراقك ويوجعنا غيابك عنا، أرجو الله لك الرحمة والمغفرة وأن يصب على قبرك شآبيب رحمته وأن يجعله روضةً من رياضِ الجنة وأن يحشرك مع من تتولى محمد وآله الطيبين الطاهرين عليهم السلام.