ذكر الاختصاصي النفسي فيصل آل عجيان أن كثيرًا من الآباء يريدون الابن المطيع الذي يلتزم بكلامهم ولا يعترض عليهم، معقبًا على ذلك بأن هذه الحالة غير صحية من ناحية هوية الطفل لأن هويته تصبح معاقة حين لا يستطيع أن يدافع عن رأيه، كما أن البعض يستحضرون رأي الأب حتى بعد موته، لأن ابنه لا يملك رأيًا خاصًا به.
وأشار آل عجيان إلى أن الهوية مرحلة نمائية تمر على أي شخص وليس بالضرورة أن تكون لدى أقلية من الناس.
وعرض مراحل النمو النفسي الاجتماعي الثمانية وهي: مرحلة الثقة مقابل عدم الثقة، والاستقلال مقابل الشعور بالخجل والشك، والمبادرة مقابل الشعور بالذنب، والإنجاز مقابل الشعور بالنقص، وتحديد الهوية مقابل اضطراب الهوية، والألفة مقابل العزلة، والإنتاج مقابل الركود، والتكامل مقابل اليأس.
وبيّن المدة الزمنية لكل مرحلة بقوله: “حين تعاق مرحلة من المراحل فإن المرحلة التي تليها تأتي متأخرة”، وذكر الفروق بين إعاقة الهوية وتحقيقها وبين تشتت الهوية وتأجيلها والتي ترجع لمدى الاستكشاف والالتزام.
واستعرض الاختصاصي النفسي آل عجيان فصول حياة العالم النفسي أركسون والتي أدت إلى ظهور أزمة الهوية لديه، وولّد كفاحه ونجاحه وتألقه بحياته المليئة بالتأزم خاصة بالهوية ونيله لقب أبو الهوية لكثرة بحثه وتنظيره فيها.
وبيّن من خلال هرب أركسون حين أُجبر على دراسة الطب أن المشادة التي حدثت بينه وبين والده، قد تحدث حين يرى الأب ابنه في أحد التخصصات، منوهًا بأن ذلك النوع من المشادات قد يجعل الأبناء يتيهون، مضيفًا أن هروبه يتعلق بالهوية المهنية.
وأشار إلى أن اختيار الشخص لديانته وأسلوب حياته، وطرحه للآراء حول القضايا، جميع ذلك يندرج تحت “الهوية”.
جاء ذلك في محاضرة “نظرية النمو النفسي الاجتماعي عند أريكسون” التي قدمها آل عجيان ونظمتها ديوانية آفاق بالشراكة مع أصدقاء الصحة النفسية يوم الجمعة 9 يوليو 2021م عبر برنامج الزووم بحضور عدد من الاختصاصيين والمهتمين.