بل العقار يمرض و يموت

لطالما يغني هوامير ومستثمرو العقار على ألحان “العقار يمرض ولا يموت”، والبعض منهم يطرب أوتار العود في المقولة “العقار الابن البار”، معتقدين أن العقار المربية والحاضنة التي لا تأكل ولا تشرب وتحافظ في تربية أموالهم، كما يعتقدون أنه مهما صادفت السوق الاقتصادية موجة سالبة فإن العقار ما زال قوية ولا يتأثر.

فدعونا نكون منطقيين ونأخذ دراسة “بنش ماركينج” يعتمد على تحليل نتائج المقارنة بين منظومتين على سبيل المثال، يوجد ثلاثة أبطال في العقار حيث القوة تختلف بينهم: صاحب العقار والمشتري والبنك، سوف أشير لهم بالمثلث.

فيكون المثلث همه الاستفادة بأقصى درجة فيخلق التنافس بينهم في المنفعة الفردية، لكن توجد عوامل سلبية الجشع وسوء الإدارة، مما يسبب في هدم المثلث.

في الواقع البنك يرغب في تحصيل أكبر ربح فيقوم بدفع الإقراض إلى شرائح من العملاء من شراء “دوبلكس” لا يستطيعون موازنة حياتهم الاقتصادية، ويقرض حتى المتعثرين في “ساما المالية” حتى أصبح البنك مثل ماكي موس (الفأر) يقرض الأموال إلى كل شخص، بينما المشتري يقع في الفخ ويشتري البيت لربما لا يتوازن مع حقيقة ميزانيته فقط يحلم في تملك دوبلكس.

بينما صاحب العقار يستغل الظروف بين المشتري والبنك ويقوم برفع المنتج.

ناتج السيناريو المحزن في أمريكا ودول أوروبا وتركيا، البنوك تريد سيولة أموال من العملاء (المشتري) العميل يقول أنا على الحديدة الميزانية ضعيفة وراتبي يا دوب يكفي التزامات الحياة، فقام البنك ببيع العقارات المرهونة تحت اسم البنك على المؤسسات العقارية حتى يحصل البنك على الكاش الفوري وتشتعل الكارثة، البيع بنصف السعر وتنفجر الفقاعة.

نعم لا ننكر أن العقار من أساسيات الحياة إلى البشر التي لا تنقطع، حيث كل عائلة بشرية تريد امتلاك عقار للسكن ولربما العقار يستطيع امتصاص الصدمات الاقتصادية والسياسية والأكثر صموداً في السوق الاقتصادية، لكن رهن العقار إلى البنوك المحلية ربما تكون قنبلة ما زال فتيلها لم يشتعل، حيث 60% العقارات وبالخصوص الدبلكسات مرهونة إلى البنوك، وكذلك السماح إلى المستثمر العالمي بدخول سوق العقار في السعودية سوف يساعد على تنزيل العقار، حيث إن الاستثمار الأجنبي له رؤية من تحريك عجلة السوق عوضاً عن التجمد.

زبدة ما أرمي إليه هو أن العقار ربما يمر بعاصفة قوية ولا يستطيع تحملها ويموت، فعلينا نحن عملاء من تحسين سلوكيات الإدارة في السوق العقارية، ونحارب جشع الهوامير وقمع طمع البنوك ونوازن الحياة الاقتصادية حتى لا تقع علينا عاصفة يكون ضحيتها العميل.



error: المحتوي محمي