الغرق ثاني سبب من أسباب الحوادث التي تتسبب في وفيات الأطفال، فهو قاتل بدون سلاح، يجتذب الكبار قبل الصغار بسحره القاتل، يوقعهم ضحايا في غياب رقابة الوالدين، غياب حراس الإنقاذ في أماكن السباحة.
ها هو السيناريو يعاد مع كل طفل وطفلة قضيا غرقًا، نفس الأحداث وبنفس الأشخاص (فلذات أكبادنا).
المكان هو المكان والقصة هي القصة والعنوان نفسه، رحلة إلى مزرعة لمدة يوم في نهاية الأسبوع، الهدف تغيير جو، اللمة مع الأهل، فريحة الأطفال، الجو الحار، قضاء يوم ممتع، أهداف جميلة جدًا لكسر الروتين وتجديد النشاط والحيوية.
تبدأ فصول المسرحية بأول فصل، فصل الحماس والبهجة والفرح والاستمتاع بالرحلة مع الحذر الشديد من قبل الأهل، حيث يكون الأطفال تحت نظرهم ومتابعتهم، ومع مرور الوقت يبدأ الاطمئنان يأخذ مكانه في قلوبهم، تبدأ العيون تتحول وتقل المتابعة للأطفال وهنا يبتعدون عن الأهل مستغلين انشغالهم.
الفصل الثاني لعب ومرح وحب فضول ومحاولة لخوض التجربة بمفردهم وبعيداً عن والديهم.
الفصل الثالث يتدخل القدر ليضع النهاية، هل يسدل الستار على نهاية سعيدة لرحلة موفقة أم نهاية مفجعة؟
شاء القدر أن يكون لي نصيب في حضور لحظة إسدال الستار على إحدى النهايات المفجعة.
منذ أربع سنوات كنت مرافقة لطفلي في مستشفى القطيف المركزي وفي غرفة العناية، وفي الساعة الثانية عشرة ظهرًا تم إحضار طفل إلى العناية المركزية قضى غرقًا في إحدى البرك.
كانت حالة الطفل صعبة جدًا، وكان مزرق اللون، والأصعب من ذلك حالة الأهل، طبعًا تم إجراء عملية إنعاش للطفل ومحاولات لإنقاذه ولكن قضى القضاء.
موقف لا أحسد عليه، زادني كرباً إلى كربي حيث كان طفلي بين الحياة والموت وتحت رحمة رب العالمين وأنا أرى طفلاً يفارق الحياة أمام نظر والديه وهما واقفان مكتوفي الأيدي.
إلى متى نعيش هذه المأساة؟