الشيخ أحمد السلمان: لا تغرسوا صورة الإله المخيف في عقول صغاركم.. وابحثوا عن أساليب تربوية تلائم العصر

حذّر الشيخ أحمد السلمان الآباء والأمهات الذين يعتمدون في تربيتهم لأبنائهم نفس الطريقة التي تربوا بها هم في السابق، مؤكدًا أن نجاحها في زمانهم لا يعني نجاحها في هذا الزمان.

وذكر أن كل زمان وعصر له أساليب التربية التي تتلاءم معه، منوهًا بضرورة البحث عنها وتطبيقها.

ونصح بغرس الرقابة الإلهية داخل الطفل وعدم الاكتفاء بالرقابة الأبوية فقط حيث إن الرقابة الأبوية تحضر وتغيب ولكن الرقابة الإلهية تبقى حاضرة بكل وقت.

وأشار إلى أهمية زرع حب الله داخل الطفل وعدم تخويفه منه، فبعض الآباء يغرسون داخل أبنائهم صورة الإله المخيف الذي يعذب الطفل، منوهًا بأن هذا الأمر خاطئ ولابد من غرس صورة الإله المحب.

جاء ذلك في محاضرة “تنمية الرقابة الذاتية عند الأبناء” التي قدمها السلمان ضمن برنامج دورة التربية التي نظمتها لجنة وزدناهم هدى بصفوى عبر منصة الزووم بحضور 214 سيدة.

وبدأ الشيخ السلمان بشرح أسلوب التربية الشائع في مجتمعاتنا من تعليم الأبناء ما يجوز وما يحرم وما هو صحيح وغير صحيح مع تلقينهم مجموعة من المبادئ، وترغيبهم وترهيبهم مؤكدًا على ضرورة أن يكونوا تحت ظل مراقبة الوالدين.

وبيّن أنه لا يمكن تطبيق هذه الطريقة لعدة أمور منها؛ أن الأسرة اليوم ليست من تربي الأبناء وحدها لأنها يشاركها بالتربية المدرسة والشارع والأصدقاء، مضيفًا أن الأسرة أصبحت الحلقة الأضعف بينها حيث فقدت مركزيتها في التربية، لأن الساعات التي يقضيها الأبناء خارج المنزل أو مع أجهزتهم يصعب مراقبتها خاصة مع العالم الافتراضي الذي هو أكبر بكثير من العالم الحقيقي.

وأوضح السلمان أن منع الأبناء من الأمور الخاطئة أو منعهم من امتلاك أجهزة هاتف كأقرانهم ليس حلًا وقد يكون ذلك ضرره كبير على نفسية الطفل وقد يؤدي لتعقده.

وذكر أن الحل يكمن في الرقابة الذاتية التي عرفها بأنها غرس قوة داخل الطفل تدفعه نحو فعل الخير وتردعه عن فعل الشر، وأثبت وهن الاعتماد على الرقيب الخارجي الذي يمثله الوالدان والذي يقيد حركات الابن أو البنت والخوف من معرفته أمرًا خاطئًا فعله الابن وقال: “يمكن رؤية ذلك في أبناء بعض المتدينين الذين ما أن يبتعدوا عن أهلهم ورقابتهم خاصة بالسفر للغرب حتى يتغيروا”.

واستعرض ثلاث خطوات لتنمية المراقبة الذاتية وهي: اعتماد الأسلوب التفهيمي للطفل وإقناعه بدلًا من ردعه، والتعمق بغرس مفاهيم التوحيد عند الطفل، وإعطاء الطفل جرعة من الثقة بالنفس موضحًا أهمية إعطاء الطفل فرصة لخوض التجارب لتنمية الإرادة والعزم والقوة النفسية للطفل، وقال: “لا ضير من خطأ الطفل بالبدايات ليتعلم من خطأه مستقبلًا”.

وتحدث عن خطورة الفراغ الذي يلزم ملؤه بالأنشطة التي تشغل الأبناء عن بعض وسائل التواصل التي يُساء استخدامها.

وختم السلمان المحاضرة بالإجابة عن تساؤلات الأمهات وحل مشكلاتهن مع أبنائهن والتي لفت النظر من خلالها لأهمية وجود القدوة للتأثير على الطفل للارتباط بالله والشعائر الدينية.



error: المحتوي محمي