وداعَـاً شاعر الأنوار

في رثاء فقيد البحرين وشاعرها الكبير، خادم أهل البيت عليهم السلام، الأستاذ غازي الحداد،  طيب الله ثراه، الذي أترع الشعر نوراً وعِزَّةً وولاءً.

وَهَنَ القلـبُ …..
مُذْ أشاعوا غِيابَكْ
كيف للقلبِ …..
أن يُدَاري مصابَكْ

غالكَ المَوتُ …..
بعد طُولِ عنَـاءٍ
عَجبَـاً ما رَعَـاكَ ، ….
حَقَّـاً وهَابَـكْ !!

كيف للمَوتِ ….
أن يُهدُّكَ طَوداً !!
شامِخاً في العُـلا …..
ويَطوي كِتابَـكْ !!

يا أبا ناصِـرٍ ….
غيابكَ جرحٌ
كيف أسرَجتَ …..
للرَّحيل رِكابَـكْ ؟

هل تَعجَّلتَ أمْ …..
سَئِمتَ بقَـاءً  ؟
أم لظى الشَّوقِ ….
للحُسينِ أذابَـكْ ؟

كيف أرثيـكَ …..
والقَصِيدُ كئيبٌ ؟
بين نارِ الأسى ….
يُقاسِي غِيابَـكْ

لَمْ تَزل مِنبَـراً ….
ومِشعَـلَ حُبٍّ …..
ولأهلِ الكِسَـاءِ ….
تُزجي خطابَـكْ

كُلّمَا في الحُسينِ …..
أَزجَيتَ شِعـراً
خِلتُ أنَّ الكُمَيتَ …..
عنـهُ أنابَـكْ  !!

لَم يَزلْ دعبلٌ …..
على الشَّطِ يَنعَـى
كُلّمَـا صِحتَ :
“واحُسين” أجابَـكْ

هذه كربَـلا ….
تُناديكَ شجواً
وقوافي الطُّفوفِ ….
تَرجو إيابَـكْ

أَبَّنَتكَ البحرينُ ….
في كُلِّ قلبٍ
وربوعُ القطيف …..
تَبكِـي مصابَـكْ

دونكَ الخُلـدُ ….
فارتَقيهِ عُروجَـاً
طَـابَ مَثوَاكَ …..
قد بَلَغـتَ مَآبَـكْ

يا أبا ناصرٍ ….
خِتامُكَ مِسكٌ
وغداً في الجِنانِ ….
تَلقى ثَوابَـكْ



error: المحتوي محمي