
سقط اللاعب الدنماركي إريكسون في مباراة البارحة، ومع هول صدمة اللاعبين والجمهور وكل من في الملعب من سقوطه مصابًا بسكتة قلبية كادت تودي بحياته، لولا حسن التصرف من قائد فريقه كايير بإسعافه أولاً، ثم طلب من لاعبي فريقه – تاليًا – تكوين ستار بشري لحفظ خصوصية المريض (المصاب) من فضول الأعين وعدسات الكاميرا وهوس السبق الصحفي.
مُنحت جائزة رجل المباراة للاعب المصاب إريكسون تكريمًا للحياة، ولو كانت مشاركة لمُنحت للمُسعف الأول القائد كايير، وفرق الإسعاف من المنتخبين المتنافسين في الملعب الذين هرعوا لإنقاذه، فرق الإسعاف التي استدعاها إلى الملعب لاعبو الفريق الخصم قبل زملائه في الفريق، ثم أثناء حمله إلى المشفى صنع ستار من قماش أعلام جمهور الدولة المنافسة (فنلندا)، نكست أعلام دول وتحولت لستار يحمي خصوصية الخصم.
كما نُقل أن القناة السويسرية رفضت بث حالة ذعر اللاعبين (رغم أنها كانت ضربة معلم صحفية لو أنهم أرادوها)، معتبرين بثها من غير اللائق.
هكذا يتعامل الإنسان حيال أزمة أخيه الإنسان، وهكذا تنتصر الإنسانية على كل الألوان والمهن والميول.
فهل يستفيد بعض أصحاب مدعي ثقافة “الستر” و”الحرمة” من صحافة بل ومواطنين لا صلة لهم بالمهنة من هذا الدرس الإنساني الحي البليغ؟ تاركين الركض وراء بعض ترهات السبق الصحفي ونقل الحدث ضاربين بخصوصية الناس عرض الحائط؟ هل يعي كثير من اللاهثين وراء تناقل مصائب الناس وتجريدها من مكنونها الإنساني غفلة منهم بتحويلها إلى خبطات صحفية أو برودكاست واتسابي حتى؟
من يسأل عن نتيجة المباراة بعد؟ “خسرت الدنمارك المباراة، لكن الحياة انتصرت”! هكذا جاء في أبرز مانشيتات الصحف.
حولت نبضات قلب إنسان – حين توقفت فجأة- دفة المنافسة من أرض الملعب إلى منافسة لإنقاذ حياته.
كرة القدم ليست مجرد لعبة، الدين والأخلاق والإنسانية ليست مجرد شعارات!