
أمنيات نأمل أن تكون واقعًا نعيشه ونتعامل به في هذه الحياة وخصوصًا علاقتنا بالآخر فغايتنا أن تكون العلاقة حضارية راقية يسودها الحب والتسامح مع الآخر فنتحكم ونضبطها بمسطرة واحدة حتى لا يكون هناك خلل وانهيار فيحدث التنافر ولكل منا هفوة وتصرف غير مقبول أو خطأ غير مقصود تجاه الآخر فينتج عنه تحامل أحدهما على الآخر وتبقى الأنفس بعيدة عن بعضها فيجب حئنذ المبادرة بإصلاح العلاقة وإرجاعها كما كانت عليه وأفضل من ذي قبل فنبادر بالاعتذار لعل الحال يعود كما كان ولكن لو تم استبدال الاعتذار بامتنان فكيف ستكون ردة فعل الآخر؟ حتمًا سيكون اقوى تأثيرًا وأسرع استجابة لدى الآخر بتقبل الوضع.
مثال لو تأخرت على شخص في موعد فتبادر بالامتنان إليه وتقول له شكرًا على انتظارك لي أفضل من آسف على التأخير فحتمًا ستكون ردة الفعل من الآخر موثرة في النفس وإيجابية.
فالامتنان من أرق المشاعر وله قيمة وتأثير كبير على النفس فهو من أهم المحفزات للأحاسيس القابلة لتحويل الأثر من سلبي إلى إيجابي باختيار التوقيت والكلام المناسب للحدث، ويختلف من شخص لآخر في طريقة الامتنان والاعتذار بتجنب مشاعر الغضب الذي حدث حينها وعدم التأخر في ذلك وأن يكون هادفًا وذا معنى يتطابق وأهمية الآخر فإذا أصبت الهدف فإنها لن تؤثر فقط على نفسيتك وعلاقتك بالآخر بل ستبقى مؤثرة ونتائجها تتراكم بقوة التأثير العاطفي لدى المتلقي لهذا الامتنان.
هذا الأسلوب لا يتقنه الكثير بل هي ثقافة غائبة عن غالبيتنا باعتبارها مصدر ضعف شخصي في رؤيتهم ونظرتهم السلبية بسبب الاعتقاد الخاطئ لبعض مفاهيمها والرؤية غير المكتملة تجاهها وأنها مصدر ضعف أو هزيمة تجاه الآخر، ألا يعلم هؤلاء السلبيون أنهم بعيدون كل البعد عن المعنى الحقيقي لهذا الفن وأخلاقيات العلاقة بالآخر، إنه أسلوب راقٍ في نجاح العلاقات وتأصيلها مع الآخر ويتغلب على جميع الضغائن في النفس وتخلق ذات متواضعة قيادية مؤثرة واثقة بسبب القدرة على الامتنان والاعتذار عن الأخطاء والحرص على صفاء النفس وطيبها واستمرارية التسامح والنقاء الداخلي مع الذات.