رجالات القطيف

كثيرٌ من رجال القطيف تفانوا في تقديم أنفسهم وما يملكون عربون محبة ووفاء للقطيف وأهلها.

عشقهم للقطيف جعلهم يَنذرون أنفسهم شموعًا مضيئة للناس.

أعطوا بلا قيود، وآثروا بلا حدود، وصبروا صبرًا جميلًا على ما أصابهم، وجاهدوا، واجتهدوا، وسهروا ليروا الابتسامة تلوح على وجوه الفقراء واليتامى والأرامل والمحتاجين.

كان لهم السبق في المطالبة بالمرافق والخدمات التي ساهمت في النهضة الصحية والعلمية والخدمية على رُبا كيتوس.

عمل كلٌ منهم في المؤسسات الاجتماعية، أو المراكز أو اللجان الخيرية، أو مستقلين باذلين أغلى أوقاتهم تاركين فلذات أكبادهم.

ما كان سعيهم يومًا طلبًا للمال، ولا سعيًا وراء وجاهة أو مركزية أو إثبات ذات.

جلهم – إن لم يكونوا كلهم – من المتقين الذين عرفوا الله وعبدوه حيث أراد بقضاء حوائج الناس؛ فأخذ بأيديهم إلى جادة الهدى والصراط المستقيم.

لست أشك أن لهم جميلًا على كل رملة من رملات القطيف الحبيبة.

إن نظرةً عامة على عطاءاتهم وأدوارهم في الحياة تكفيهم لأن يكونوا راياتٍ خفاقة ترفرف صباحَ مساء.

تعجّل بعضهم النزول من صهوة جواده وأسرع مستجيبًا لإرادة السماء حيثُ الخلود والسعادة والغاية الأسمى وجوار محمد وآله، وبعضهم مازال كالنحلة يحل الخير أينما حلّ.

اللهم ارحم من مضى منهم، واحفظ من بقي، وانفعنا به، وانفعه بنا، وأعطه خيرًا لم يحتسبه، واجعله وجيهًا في الدنيا والآخرة.

هؤلاء الصفوة الطاهرة من المجتمع يستحقون الدعاء مع كل نبضة قلب، فضلًا عن الابتسامة عند كل لقاء.

نسأل الله أن يجعل من إخوانهم، وأبنائهم، وأحبابهم امتدادًا مشرقًا لهم ويجعلهم خير خلف لخير خلف أو خير سلف إنه سميعٌ مجيب.



error: المحتوي محمي