لم تدرك هبة ذات الاثنتا عشرة سنة حتى الآن رحيل والدها العم الحاج محمد آل رجب (رحمه الله)، فمنذ إخبارها وحتى الآن وهي تردد أهازيج تذكره بها، غير مصدقة أنه تركها وهي التي كانت تلجأ له حينما يمازحونها بشتى الطرق لكي تقول بأنها تحب أحدهم أكثر من أبيها متوددين لها مرة بهدية وتارة بطلعة جميلة وغيرها.
كيف آثرت الرحيل وتركتها وحيدة، وهي التي لا تنام إلا عندما تجلس بجانبها وتحكي لها حكايات تطمئنها؟ كيف سيكون حالها بالمستقبل وتغفو وهي مبتسمة؟!
نعم رحل العم أبوجاسم صاحب القلب اللين والطيب فلم تكن هبة وحدها من تعشق الجلوس بحجره فجميع أحفاده يفضلونه على آبائهم لما يمتلك من ابتسامة ساحرة وخفة دم تتجلى بملاعبتهم وملاطفتهم.
العم الحاج محمد حسين آل رجب (أبوجاسم) أحد المعروفين على مستوى منطقة القطيف حيث امتاز بمشاركاته الاجتماعية وزياراته للجميع من وجهاء أفاضل وفقراء على حد سواء وخاصة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، أيضًا اشتهر بتأثيره على الأطراف في إصلاح ذات البين وكذلك بين الخصوم.
لن أتكلم كثيرًا عن مشاركاته في شتى المجالات، فالحديث يطول، وأعماله الخيرة تتحدث من تلقاء نفسها ومن ضمنها ورداته التي زرعها بالحي، نعم رحل صاحب الورد وبقيت ورداته يداعبها النسيم.
العم أبوجاسم صاحب إدارة عائلة آل رجب رحيله أفجع الجميع البعيد قبل القريب، جميع أفراد العائلة يلجأون له بعد التوكل على الله في كل أمر لإيمانهم أنهم حتمًا سيجدون لديه الإجابة التي تطمئن القلب وينشرح لها الخاطر.
رحمك الله أيها العم ونحتسبك عنده في جنات النعيم.