عباس الشماسي وريادة لافتة في العمل التطوعي.. هندس الحياة بجودة العطاء ورحل

رغم مرور عدة أيام على رحيله المفاجئ، إلا أن مشاعر الآلاف في محافظة القطيف والمنطقة، بل الوطن، لا تزال تفيض بالحزن على رحيل رائد العمل التطوعي المهندس عباس بن رضي الشماسي، الذي وافته المنية مساء يوم  الأربعاء 21 شوال 1442هـ، إثر أزمة قلبية، عن عمر ناهز 64 عامًأ، قضاها حاملاً هموم أبناء وطنه ومسخرًا وقته وخبرته الاكاديمية والعملية  لخدمتهم في مجال العمل التطوعي .

وقد اتفقت حوله جميع المشارب، كونه شخصية ناكرة لذاتها محبا لعمل الخير ومبادرة  في العمل الاجتماعي، وهو ما تبدى في رثاء الشعراء والأدباء والمثقفين ورجال الدين والبسطاء، اذ ملأ خبر وفاته المفاجئة صفحات المواقع المحلية لعدة أيام.

المهندس  الشماسي بعد تخرجة بشهادة ليسانس في الهندسة المدنية وماجستير فيها من جامعة كلورادو تنقل بين رئاسته الادارة الهندسية في الهيئة الملكية لتطوير الجبيل ثم مدير مركز الخدمة الشاملة فيها حيث اقترح انشاءه وهو من اشرف على بنائه.  والعمل التطوعي في رئاسة جمعية القطيف الخيرية و رئاسة المجلس البلدي ، ثم رئاسة لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية وكذلك قيامه بخدمة حجاج بيت الله على مدى سنوات  مخصصا معظم وقته في خدمة المجتمع من خلال هذه المواقع التطوعية.

كما انه بادر الى تبني منتدى القطيف الثقافي، مستضيفا عددا من الاسماء الادبية والاجتماعية البارزة في مجلس بيته.

هذا وقد تلقت أسرته العديد من الاتصالات المعزية في فقده وكان على رأسهم  صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف امير المنطقة الشرقية مواسيا ابنه فاضل وذويه في اتصال هاتفي وكذلك عدد من شخصيات المنطقة الشرقية يرحمه الله ويسكنه فسيح الجنان.

والشماسي أحد رجالات القطيف الذين قدموا للمحافظة الكثير من الجهود الاجتماعية عبر موقعه السابق رئيساً للمجلس البلدي في القطيف، ورئيساً لجمعية القطيف، ورئيس اللجنة الاجتماعية، ومدير إدارات الهندسة والمشاريع في الهيئة الملكية بالجبيل، وناشط في العمل الاجتماعي والثقافي، وممارس للكتابة الصحافية في مجال الهندسة والتنمية والعمل التطوعي، إلى جانب سيرة  طويلة حافلة بالإنجازات لا يمكن أن تفيها الكلمات حقها ولا الأسطر جزء من حقيقتها.

وعلى إثر ذلك ساد جو من الحزن والتفاعل وسائل التواصل الاجتماعي الذي ضج  بالتغريدات والتعازي الحارة حيث  نعاه رئيس المجلس البلدي السابق الأستاذ جعفر الشايب: “بمزيد من الحزن والأسى بلغنا هذا المساء رحيل المهندس عباس الشماسي لجوار ربه، كان من رواد العمل الاجتماعي في مجالاته المتعددة وتميز بالحيوية والنشاط والأريحية. نسأل الله له الرحمة والرضوان، ولأسرته ومحبيه الصبر والسلوان ، إنا لله وإنا إليه راجعون”.

وغرد إحسان بوحليقة عضو مجلس الشورى ناعياً الفقيد: ” أرجو الله أن يغفر ويرحم الفقيد العزيز أبا فاضل، وأن ويسكنه فسيح جناته، وأن يحسن عزاء أهله ومحبيه وآل الشماسي الكرام كافة، ويجزل لهم الأجر” ونعاه رئيس المجلس البلدي بالدمام عبدالهادي درزي الشمري في تغريدة له: “انتقل إلى رحمة الله تعالى هذا المساء الأخ العزيز رئيس مجلس بلدي القطيف السابق المهندس/ عباس الشماسي ونسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وان يجعل قبره روضة من رياض الجنة وعزاؤنا لأسرته وبنيه والعزاء موصول لإخواننا في مجلس بلدي القطيف”.

كما غرد عدد من النخب الفكرية والثقافية والاجتماعية بكلمات العزاء والمواساة لنعي فقيد المنطقة، سائلين من الله يتغمده بواسع رحمته.

وقد قال في الفقيد حسن آل حمادة:” جمعتني به بعض المحطات والذكريات الجميلة، ومذ عرفته الرجل المحب لأرضه والعاشق لوطنه وكان يتفانى في خدمة الناس سواء عبر الجمعية القطيف الخيرية التي قضى سنوات من  عمره رئيساً لها وهندساً لعطائها المتعدد أو عبر فضاءات أخرى، فرحل الخير لا تؤطره العناوين“.

عُيّن الفقيد نائباً لرئيس الجمعية التعاونية متعددة الأغراض بالقطيف عام 1407 هـ، وشارك في خدمة الحجاج مع حملة الإيمان لـثلاثة عشر عاماً متوالية.

ولد المهندس عباس رضي الشماسي عام 1958م بمحافظة القطيف، – القلعة Kوتزخر سيرته العلمية والمهنية بالعديد من المؤهلات والدرجات العلمية والنشاطات المهنية، من أبرزها:

– ماجستير هندسة مدنية 1982م – من جامعة ولاية ميشغان الأمريكية.
– بكالوريوس هندسة مدنية 1980م – من جامعة ولاية ميشغان الامريكية.
– درجة مهندس مدني مستشار – من الهيئة السعودية للمهندسين 2008م.
– السجل الذهبي من اللجنة الوطنية لكود البناء السعودي.
– عضو اللجنة التحضيرية للأبحاث التطبيقية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن 1422 هـ
– كتابة مقالات مهنية في الصحف المحلية.

وله خبرات عملية تمثلت في أكثر من سبعة وثلاثين عاماً من الخبرة العملية المتنوعة في الأعمال الهندسية والإنشائية والإشرافية والإدارية في شركة بكتل، والهيئة الملكية بالجبيل حسب ما يلي:

– مهندس ميداني 1403 هـ – 1408 هـ
– رئيس قسم أنظمة وتصاريح البناء 1408 – 1423 هـ «الهيئة الملكية بالجبيل»
– مستشار قطاع التخطيط الإستراتيجي وتطوير الاستثمار 1431 – 1434 هـ.
– رئيس المجلس البلدي بالقطيف 1432 – 1434 هـ.
– عضو المجلس البلدي بالقطيف 1434 – 1438 هـ.
– نائب رئيس المجلس البلدي بالقطيف 1438 هـ حتى تاريخه.

بذل الفقيد حياته لخدمة الوطن، حيث أن أعماله الظاهرية الكثيرة تخبر عن قوة إيمانه وعمق ارتباطه بالله تعالى.

وكان الفقيد ذا كفاءة عالية وفق الذات فضلاً عن الإدارة الفكرية الطموحة.

كانت سيرته سيرة حب الناس، وامتاز بالرحمة والرعاية الأبوية للمجتمع.

امتازت شخصيته بحدة البصيرة فكان عطاء قلمه وروحه يكشف عن طهر قلبه من الأخلاق المذمومة والرذائل الممقوتة، وقد استطاع غرس محبة الله في قلوب الناس.

كتب بقلمه الاجتماعي مواضيع متنوعة تسهم في المعرفة والتربية الطموحة وألهم المجتمع بلغته الطيبة فنون الأخلاق، فجذب العقول والقلوب بحس الإيثار ونكران الذات.

من كتابات الفقيد الحاج عباس الشماسي التي أسهمت في تثقيف وبناء المجتمع المقالات التالية:

ازدهار الوطن.
بيت القصيد في أداء الرقيب.
القطيف والتنمية.
المسكن الاقتصادي في رؤية 2030
ثقافة الابداع.. والقوى الخفية!!
التخطيط يقود الميزانية.
تصريف الأمطار وثمرة التخطيط السليم.
المناقصات بمظروفين!
الأطر المرجعية للاعمال الهندسية.
لماذا الهندسة القيمية.
الجمعيات الخيرية بين الواقع والتطلعات.