
جزء من ثقافة البعض في النجاح يترتب عليه حكمة التقليد من الفشل السلبي حيث بعض النجاح يسلك أسلوب الانحياز والتعصب، والبعض يعتبر النجاح يوجب عليك أن تعادي اليهود وتكره الكفار ومن يكن غير مسلم نحكم عليه أنه من الأشرار. رغم أن نظريات الفيزياء والعلوم من طوّرها؟ أليس الغرب؟! والسفن والقطارات من صنعها؟ يعني من شفرة موس الحلاقة إلى العدسات اللاصقة في العيون وفرها لنا الغرب.
نعم هذه ثقافة النجاح السلبي ألا تحس ولا تشعر أنك في تناقض ويوجد أيضًا كثير من الشماعات التي يعلق عليها الفشل السلبي. البعض الآخر يقول إنني مؤهل للنجاح لكن مديري في العمل متسلط وشرير، والآخر يتهم المجتمع بأنه سبب فشله وبعض الأولاد منهم من يتهم أباه بأنه سبب فشله وتأخره في عدم عمل ثروة ومال، فجميع النماذج تحمل الفشل السلبي الذي يقود الإنسان إلى بحر متلاطم من الأحزان والاكتئاب.
في الضفة الأخرى يوجد فشل إيجابي (هذا ما يريد الكاتب الإشارة له في عنوان المقال) يقودك للنجاح عوضًا عن الفشل السلبي المتناقض في إلقاء اللوم على من حولك وأن تتخذ حجة الظروف سببًا للفشل. حيث من يخلق الفشل السلبي أو الفشل الإيجابي هو الشخص ذاته. وتوجد نماذج على المستوى الشرقي والغربي حاربوا الفشل وأثبتوا للعالم أنهم ليسوا فاشلين سلبيًا؛ منهم توماس إديسون الذي قامت المديرة بطرده من المدرسة بسبب شكوى المدرسين أن هذا الطالب فاشل ووضيع وعقله لا يستطيع الاستيعاب ولا يستحق الدراسة فلم يكمل التعليم. وخرج من المدرسة وتوجه لبيع الصحف في المحطات، بعدها توجه إلى هواية الاختراع ونجح في اختراع التلفاز والمصباح والراديو والكهرباء للبشرية، وقدم للعالم 1093 اختراعًا! ولم يستطع أي شخص تسجيل هذا العدد من الاختراعات من قبله وإلى يومنا هذا سنة 2021، فلا يمكن للعالم نسيانه وسيظل يتذكره بالرغم من أنه لم يحصل على الشهادة الابتدائية.
بينما على مستوى الأدب والفكر كان الأديب الأصمعي في زمنه فاشلًا في وزن الشعر ولا يتقن مبادئ علم العروض، لكنه لم يستسلم للفشل فأخد دروسًا في علم العروض وبعدها أصبح متفوقًا، وطوّر نفسه عن طريق الفشل الإيجابي، بينما عميد الموسيقى بيتهوفن كان يعاني الطرش التام ولا يستطيع السماع لكنه لم يستسلم للعلة فقام بتصميم سيمفونيات الإبداع من الموسيقى حيث كان يسمعها عن طريق اللمس من الأوتار. بينما عبقري الأدب عباس محمود العقاد انقطع عن التعليم بسبب الظروف واكتفى بشهادة الابتدائية لكنه أبدع في الأدب والفكر.
توجد لدينا نماذج في الوطن العربي وخصوصًا في مملكتنا الحبيبة من يحولون الفشل إلى مكسب إيجابي، القارئ/ة الكريم/ة أقدم لكَ/كٍ فاكهة المقال: الفشل السلبي عندما يتمكن من جعل حياتك في قلق وتوتر وينزل بك إلى هاوية السقوط بينما الفشل الإيجابي يقودك إلى تطوير نفسك. فليس عيبًا الفشل فكلنا بشر وغير معصومين من الفشل أو الخطأ لكن ينبغي علينا تحويل الفشل إلى نجاح ولا نعلق فشلنا على شماعات لوم الآخرين.
ختام المقال أشكر المديرة التي قامت بطرد توماس إديسون من المدرسة فمن دونها لما كنا سنحصل على الكهرباء. فلا ترحل من الدنيا كما أتيتها، اصنع المعروف في خدمة المجتمع وحوّل الفشل السلبي إلى إيجابي.