
ليتنا نتعلم ونقتدي، فها نحن نفتقد روحاً من الأرواح التي عانقت السماء بعد أن ملأت من حولها القلوب عطفاً وعطاء، ولمجتمعها كان لوجودها معنى وحياة.
فقيد المجتمع، المرحوم الحاج عباس بن الحاج رضي الشماسي، من أبناء الوطن الغالي، ومن الشخصيات المجتمعية الفذة، كسب في حياته – رحمه الله – ثقة الجميع بإخلاصه وتفانيه في خدمة مجتمعه، حمل هموم الأهالي وعايش آمالهم وتمنياتهم، كان يكرس كل جهد ووقت في تحقيق ما هو أفضل من عمل وتطوير ونماء.
فالمرحوم وبشهادة الجميع، كان إنساناً متواضعاً، بشوش الوجه مبتسماً، يحترم الكبير والصغير وينثر الفرح والبهجة في قلوب الأيتام والفقراء والمساكين والأرامل، يبذل كل ما لديه من طاقة وخبرة من أجل الناس والوطن، وهو من الرجال الأوفياء الذين تميزوا بالحكمة والهدوء في حل الكثير من المشاكل والقضايا المجتمعية والذين افتخرت بعطاياهم وسعيهم الخيِّر محافظة القطيف.
الحاج المرحوم “الشماسي” أبو فاضل، عشق العمل التطوعي والخيري، محب للجميع، طموح، وكانت حياته زاهرة بالنماء المستمر كالشجرة الخضراء المزدهرة في فصل الربيع.
لقد كرس حياته رحمه الله لخدمة الناس في جميع قضاياهم وفي قضاء حوائجهم، يخاف الله، كان يحرص أن تطرق الأبواب للسؤال والمساعدة الصادقة لمن هم بحاجة ماسة من الضعفاء ممن هم يعانون مرارة الفقر والعوز، عفيفي النفس، الذين تعف ألسنتهم عن طلب الحاجة، مقدماً مصلحة مجتمعه فوق أي اعتبار.
فالوجاهة هبة من الله، يرتضيها سبحانه وتعالى لمن يحبه من الناس، فنالها إن شاء الله الفقيد السعيد، في حياته وها نحن جميعاً نتذكرها وكل الناس من عرفوه، في شخصه الذي لن يغيب عن الإنظار بعد رحيله ومماته.
عمل الخير وأسبغ المعروف من دون كلل أو ملل أو رفعة لا سمح الله، سخي، يداً كريمة بيضاء في عمل الخير، ترك في مجتمعه من بعده بصمات مشرقة في العمل التطوعي والخيري والعلاقات العامة الداخلية والخارجية مع جميع شرائح المجتمع السعودي، وكان مجلسه عامراً بجميع الأنشطة الثقافية والمجتمعية، والتي شيدت العديد النافع وكان لها الأثر الكبير من الخير والمصلحة على الجميع.
الحاج المرحوم “أبو فاضل” الذي بكته القلوب وذرفت الأعين بفقده، غادر دنيانا وذكراه الطيبة لن تنساها الأنفس، وعمله الخيِّر سيبقى نبراساً للعطاء والتقدم والازدهار، فقد أوقد شعلة من الحب والجمال والتقدير والاحترام، كما هو العرفان والامتنان لكل جميل قدمه لمجتمعه ووطنه ولكل بذرة زرعها ولكل وردة نثرها على أرض الجمال والإبداع والعطاء “القطيف”.